أباطرة تهريب البشر ينشطون بحرية.. وحديث عن "مافيا مالية" للحماية ؟ أفادت مصادر مطلعة أمس ل" الفجر" أن نشاط بارونات تهريب البشر على مستوى ولايات شرق البلاد قد اتسعت دائرته بشكل بات ينذر بتفاقم أكثر لظاهرة الحرفة، سيما مع وجود عدد من الأشخاص يقومون بتشجيع شبان في ولايات داخلية بالشرق بالحرفة، وهو ما أكده عدد من الموقوفين مؤخرا بعنابة ينحدر معظمهم من ولاية أم البواقي. كما تضمنت قائمة الموقوفين أول أمس أشخاصا من باتنة وسطيف وحتى من بشار. وكان أولياء الحرافة ال 14 الذين غادروا سكناتهم بولاية سكيكدة خلال الصائفة الأخيرة، والذين يظلون في عداد المفقودين، قد أكدوا لنا أن أشخاصا مهمتهم تهريب الحرافة صاروا معروفين، وأن هناك شخصا يقيم بسيدي سالم ممن يشجعون الشباب على الهجرة. والأخطر اليوم، واستنادا إلى معلومات تحصلنا عليها بعنابةوسكيكدة ومن عائلات الحرافة أيضا، أن هؤلاء البارونات اقتحموا المدن الداخلية وحتى ولايات بالصحراء لتحريض شبان على الحرفة. فالظاهرة بالنسبة لهم تجارة مربحة تضاهي تجارة المخدرات، خاصة بعد أن ربطوا علاقات مع أشخاص آخرين في إيطاليا وجزيرة سردينيا على وجه الخصوص لمساعدة الناجين من الموت وسط البحر. الحرافة اليوم لا يترددون في ركوب قوارب في الغالب غير صالحة، والأغرب أكثر هو عدم التوصل إلى توقيف أباطرة تهريب البشر في عنابة. وهو ما يستدعي فعلا طرح جملة أسئلة أبرزها هل هؤلاء المهربون الذين ينشطون باستمرار ويقبضون تقريبا عشرات الملايين في كل رحلة موت لهم مناعة تقيهم شر التوقيف والمعاقبة؟ أم أن الأمر وراءه مافيا حقيقية؟! وحسب الإحصائيات التي تحصلنا عليها من مسؤولي خفر السواحل بعنابة، فإن عدد الموقوفين منذ بداية السنة الجارية إلى غاية شهر أكتوبر الأخير بلغ 521 حرافا من بينهم 369 شخصا ينحدرون من ولاية عنابة وحدها، والبقية أي 152 فردا يقيمون بولايات شرقية مجاورة وبالجزائر العاصمة. وبالطبع لم نحتسب الموقوفين ال 65 أول أمس و26 صبيحة أمس الثلاثاء.. ما يعني أن عدد الموقوفين إلى غاية أمس وبعنابة وحدها بلغ 612 ، وأكثرهم بقليل وصل السواحل الايطالية، ومنهم من يتواجد في مدن وجبال إيطاليا وفرنسا يشتغلون خارج القانون، ومنهم من زج بهم في محشر سردينيا الشبيه بمعتقل غوانتنامو.. حسب الحراف القاصر العائد مؤخرا إلى ذويه بعنابة.