وقد سبق أن شارك في الندوة وجوه سينمائية وفنية أمثال سعيد حلمي والمخرج العربي لكحل، حيث تطرق المحاضرون إلى موضوع يدور حول إشكالية تراجع إنتاج الأفلام المتعلقة بالثورة الجزائرية خلال العشريتين الأخيرتين، حيث أجمع المشاركون على ضرورة توثيق تاريخ الثورة ومعالمها قبل فوات الأوان سواء على شكل كتب تاريخية أو أعمال سمعية بصرية. كما اعتبر أحد المشاركين في مداخلته أن الأفلام التي أبرزت جانبا من الثورة لا تعتبر مادة تاريخية بحتة كونها اعتمدت على السطحية في معالجة بعض حقائق الثورة الجزائرية، وذلك لافتقارها إلى المصادر التاريخية الموثوقة على اعتبار أن تاريخ الثورة لم يكتب ولم يحفظ بعد، رغم مرور أربعة وخمسون سنة على اندلاعها. وقد شدد خير الدين بوخريصة رئيس جمعية الثامن ماي خلال تدخله، على ضرورة وجود إرادة سياسية قوية لكتابة وتوثيق تاريخ الثورة، معتبرا أن التحالف الرئاسي لم يعط أي ثمار، حيث مثله بتلاقي ثلاث قوى في نقطة واحدة والتي تنعدم فيها، وقد أشار منتج "أفلام فيزيون" إلى غياب المادة التاريخية الموثقة سواء كانت صور فوتوغرافية أو سمعية بصرية حول الثورة الجزائرية، الأمر الذي صعب حسبه إنتاج الأفلام الوثائقية، وإن كانت - يضيف المتحدث - فهي بحوزة أشخاص مجهولين الهوية، مشيرا إلى أنه حان الوقت لجمع المعلومات والوثائق والصور الخاصة بالثورة حتى يمكن إنتاج أفلام وثائقية تبرز الحقائق التاريخية بالأدلة والشهادات الحية، وذلك بتكاثف الجهود من طرف الجهات المختصة وتوفيرها للمخرجين السينمائيين لتوظيفها في أعمالهم. وعلى هامش الندوة كشف لنا منير بوخريصة رئيس لجنة الحفلات، أنه باشر في تأسيس مجلس علمي لتنظيم الأيام الوطنية للسينما الثورية الجزائرية، والذي من المقرر تنظيمه شهر ماي من السنة المقبلة بمشاركة مخرجين سينمائيين أمثال لخضر حمينة ومنتجين، بالإضافة إلى عرض بعض الأفلام الوثائقية والسينمائية التي تتطرق إلى الثورة الجزائرية وفتح نقاش حول موضوع سيتم تحديده لاحقا. وفي نفس السياق سيتم إنتاج فيلم وثائقي حول دور عاصمة الهضاب العليا في إنجاح الثورة، والذي باشر في إعداده المخرج مراد بوزيدي والذي سيكون بإنتاج مشترك بين بلدية سطيف ونادي أقلام لجمعية شباب الثقافية .