وكشف الحاج بن علة على هامش مداخلته أول أمس في منتدى المجاهد الذي استضاف - بمعية جمعية مشعل الشهيد - أفراد عائلة وأصدقاء مسعود زفار، عشية الذكرى الواحدة والعشرين لوفاته، كشف أن السلطة الحاكمة في بداية الثمانينيات استحوذت على قدر كبير من ممتلكات زفار، بعد سجنه لمدة تزيد عن الثلاث سنوات ونصف، عقب اتهامه بالمساس بأمن الدولة وحيازة كميات من السلاح. وأضاف بن علة أن جورج بوش نفسه تدخل للإفراج عن زفار، بعد زيارة الشاذلي إلى الولاياتالمتحدة ولقائه ب"بوش"، الذي كان حينذاك مسؤولا في الإستخبارات الأمريكية، وكانت له علاقة خاصة مع مسعود زفار، الذي كان مكلفا من طرف الرئيس هواري بومدين بتفعيل العلاقات مع بريطانيا والولاياتالمتحدة. وأضاف الحاج بن علة في سياق حديثه معنا، بنبرة المتردد قائلا" ليس لدي ما يثبت حقيقة اغتيال رشيد كازا، لكن وفاته لم تكن طبيعية وكان هو ذاته متخوفا من اغتياله عقب الإفراج عنه في 1984 وقال لي إنهم أكلوا نصف ممتلكاته.. صحيح أن زفار فقد 18 كلغ من وزنه داخل السجن لكنه لم يكن مريضا، توفي عقب وجبة غذاء في مطعم". سألنا الحاج بن علّة إن كان يقصد أن زفار مات مسموما فلم يستبعد الفرضية.. من جهتها قالت نادية زفار، نجلة رشيد كازا، في تصريح ل "الفجر" إن والدها مات إثر سكتة قلبية وإنها تستبعد فرضية الإغتيال التي يتبنّاها بعضهم، لكنها أكدت أن أسباب اعتقال والدها في عهد الشاذلي بن جديد كانت أسباب واهية، وأن العائلة عانت الكثير بعد تلك الواقعة، لأن السكاكين تضيف نادية زفار تكثر عندما يسقط الثور.. في سياق ذي صلة، أجمع المتدخّلون في منتدى المجاهد أول أمس، على تقدير ما قدّمه مسعود زفار للثورة التحريرية والإشادة بمساهمته الفعالة في تفعيل الدعم اللوجستيكي والمادي بوصفه أحد أبرز رجال المخابرات الجزائرية، وجاء في كلمة دحو ولد قابلية في المنتدى أن زفار التحق بجبهة التحرير قبل 1954، الأمر الذي اعتبره بعض الحاضرين مناقضا لما قاله الحاج بن علة في مداخلته والذي أكد أنه شخصيا من تكفّل بتجنيد زفار في 1956 من خلال توجيهه إلى العمل السري بالأراضي المغربية، أين أشرف على معمل السلاح هناك.. تبقى الكثير من زوايا الظل في حياة رشيد كازا، مجهولة لدى الكثيرين بعد أكثر من عشرين سنة عن رحيله، ابن مدينة العلمة بسطيف، الذي توفي ب"سكتة قلبية" في 21 نوفمبر 1987 بأحد فنادقه في مدريد. عُرف بألقاب مختلفة ك"رشيد كازا" و"بحري" و"شلح" و"ميستر هاري". ساهم احتكاكه بالأمريكيين باكتسابه خبرة واسعة في مجال السلاح وأجهزة الاتصال، وبلغ به الأمر حد تكوين علاقات مع شخصيات أمريكية راقية وبعض أعضاء الكونغرس الأمريكي، تمكن من خلق علاقات في محيط الرئيس الفرنسي ديغول وكان بمثابة النواة لشبكة المخابرات التي لعبت دورا بارزا في الاستعلام الحربي. النفوذ الكبير لمسعود كان بالولاياتالمتحدةالأمريكية أين تعرف على أبرز الشخصيات كالرئيس السابق نيكسون، كما كانت له صداقة حميمية مع كل من الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الأب، و كاسي المدير السابق لوكالة المخابرات الأمريكية، وكذا رائد الفضاء فرونك بورمان وملياردير أمريكي. وكانت له صداقات مع أعضاء من الكونغرس الأمريكي، وكذلك مع زوجة الرئيس جون كينيدي.