* الجنرال لكحل عياط خاف على حياة زڤار فحوّله إلى المحكمة مباشرة * * * اتهم المحامي حميدي قودة الجنرال المتقاعد العربي بلخير بالوقوف وراء تحريك دعوى قضائية ضد الراحل مسعود زڤار، أسطورة المخابرات الجزائرية، يتهمه فيها بخيانة الوطن والعمالة للمخابرات الأمريكية، إضافة إلى عدة تهم أخرى كالمساس بالاقتصاد الوطني والرشوة. * وأشار محامي الراحل أن المستهدف من كل هذه الاتهامات هو الرئيس بومدين وبعد مجيء نظام جديد. * وقال حميدي ڤودة محامي مسعود زڤار، على هامش الندوة التاريخية التي نظمتها جمعية مشعل الشهيد بمنتدى المجاهد، أول أمس، بصريح العبارة، إن العربي بلخير هو من أمر بسجن زڤار، إثر اتهامه بخيانة الوطن، وتلفيق عدة تهم له، مضيفا أن "مدير المخابرات الجزائرية آنذاك لكحل عياط، قال لي بأنه لم يكن يعلم بتوقيف مسعود زڤار، إلا بعد أن أحضروه إليه". وأضاف محدثنا "لقد قال لكحل عياط أنه خاف أن يُقتل مسعود زقار، أو يصاب بأذى، فحوّله مباشرة إلى المحكمة". * ويضيف المتحدث، في تصريح خاص ل" النهار"، أنه من حسن حظ زڤار أن كان قاضي التحقيق في تلك القضية آنذاك عسكري وجد مثقف وواع، ولم يتقبل تلك الاتهامات الباطلة وقام بتبديدها، وهو ما نتج عنه استفادة زڤار من الإفراج المؤقت، ومن ثم البراءة في وقت لاحق". * وأضاف صهر ومحامي مسعود زڤار أن هذا الاتهام كان بالنسبة للضحية طعنة وإهانة كبيرة في حقه، مضيفا أن ما جرى له زاد من تأزم وضعه الصحي، خاصة وأنه كان يعاني من مرض السكري، الذي ازدادت آلامه بعد هذا الحادث، إضافة إلى مرض الأعصاب. * وأضاف محدثنا بالقول "لقد تعرض زڤار لإهانة أخلاقية وجسدية وكلام زائد، قبل تقديمه للعدالة"، مضيفا "الآجال بيد الله، لكن هذه الأسباب عجلت برحيله، بعد عام ونصف من خروجه من السجن". * وقال المحامي حميدي قودة أن هذا الاتهام الخطير لرمز من رموز الثورة الجزائرية جاء بين عشية وضحاها، ومباشرة بعد موت الرئيس الراحل بومدين، مضيفا أن المستهدف الرئيسي من اتهام مسعود زڤار هو الرئيس بومدين، لأن هذين الأخيرين كانا يمثلان وجهان لعملة واحدة، ويأتي هذا حسبه بعد مجيء نظام جديد. * وأرجع المتحدث خلفية اتهام زڤار المشهود له بالوطنية والتفاني في خدمة الوطن، إلى الصراع الذي كان آنذاك بين فرنسا وأمريكا، في ظرف دولي ميّزته أزمة البترول، وتأزم الوضع الاقتصادي بفرنسا، مما دفع هذه الأخيرة إلى التحرك، على حد قول المتحدث. * أما فيما يتعلق بواقعة قيام مسعود زڤار باختطاف شقيقته التي تزوجت من دون علمه بأجنبي في كندا، وهي الحادثة التي وصفت بأنها أوجدت أزمة دبلوماسية آنذاك، نفى صهر ومحامي رجل الأعمال الراحل وأسطورة المخابرات الجزائرية، مسعود زڤار المعروف باسم رشيد كازا، أن تكون القضية قد أحدثت ذلك، مشيرا في نفس الوقت إلى أنه شارك في عملية استرجاع شقيقة زڤار وأن هناك بعض الأطراف أرادت أن تجعل من القضية أزمة دبلوماسية لأسباب وصفها بالمغرضة. * ومن جهته، صرح الحاج بن علة قائد المنطقة الثانية في الندوة التاريخية التي نظمتها جمعية مشعل الشهيد بمنتدى المجاهد حول دور مسعود زڤار في تسليح الثورة، أن موت هذا الأخير كان مشبوها، حيث كان حسبه في وضع صحي جيد، قبل أن يعقب بالقول "موته مشبوه، وليس لي أي حجة". * ولم يستبعد بن علة أن يكون زڤار قد توفي نتيجة تسميمه أو تعرضه لشيء آخر، مكتفيا بالقول أن موت الرجل كان غامضا، وأن هدف أعداءه كان الاستيلاء على ثروته، حيث كان الرجل أول رجل أعمال جزائري. * وقد قدمت خلال هذه الندوة التي حضرها حشد كبير من المجاهدين، عدة شهادات تؤكد على النقلة النوعية التي أحدثها هذا الرجل الخارق "رشيد كازا" في تسليح الثورة الجزائرية، بعدما نجح بفضل حنكته في التعامل، في تكوين شبكات علاقات قوية، امتدت إلى الجيش الأمريكي، وذلك بعد استقلال المغرب وتكوين قواعد أمريكية هناك. * وبينت شهادة الوزير ورئيس جمعية قدماء "المالغ" دحو ولد قابلية، كيف انتقل رشيد كازا من رجل المهمات اللوجستيكية والسرية أثناء الثورة تحت قيادة بوصوف إلى الذراع الأيمن للراحل بومدين، الذي كان يلجأ إليه في العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع أمريكا، خاصة وأنه دخل بلاط الإخوة كينيدي والرئيس نيكسون وكان مقربا منه. * وكان من أبرز الشهادات التي قدمت بخصوص سيرة ومسيرة الراحل زڤار، هي تلك التي قدمها رفيقه المجاهد جيلالي الصغير، حيث قال هذا الأخير أن زقار بلغت به درجة التوغل والتغلغل في صفوف العدو الفرنسي حد التمكن من الحصول على أخبار ومعلومات من عقيد في الجيش الفرنسي كان يزوده بآخر ما كان يخمن فيه دوغول، قبل أن يخرجها من صدره. * وقد أثنى جميع المتدخلين، ومن بينهم المجاهد عبد الرزاق بوحارة، على دور "رشيد كازا" في تسليح الثورة، لا سيما من جانب عتاد الاتصالات والإشارة، والدور الذي يعود له في إنشاء الإذاعة السرية. * * وقد كان من بين الحاضرين أفراد من عائلة الراحل، منهم زوجته وابنته وإبنه، حيث أعربت ابنته التي لم تستطع تمالك نفسها، عن أسفها للنهاية المؤلمة التي طبعت حياة والدها وتهميشه التاريخي. * * عصام بوربيع *