هذا المصطلح تردد في العشريتين الأخيرتين بالخصوص ملايين المرات في الخطاب السياسي للقادة العرب وللنخب العربية من تيارات سياسية متنوعة، من اليسار واليمين، ورفضته كثير من التيارات الإسلامية.. لهذا فكلمة ملأ في حروف هذا المصطلح، تجعلنا نقول أن الحديث عن السلام، وليس السلام، ملأ أكبر المساحات الإعلامية في الصحف والقنوات التلفزيونية والإذاعية.. لكن ذلك شيء وتحقيق السلام شيء آخر تماما.. لام.. كلمة أخرى تدفعنا للقول أن اللوم على الأنظمة العربية أنها أهملت حقيقة أساسية وهي مسألة استراتيجية على درجة عالية من الأهمية، وليس أدري بالضبط من القائد العسكري الذي قال، إذا أردت السلام فاستعد للحرب!! إسلام.. تجعلنا الكلمة نقول إن التيارات الإسلامية رفضت وترفض، في غالبيتها، خيار السلام، وقد وصمت بالإرهاب، إلا أن ما حققه حزب الله في جنوب لبنان مع باقي فصائل المقاومة الوطنية، من مقاومة دامت عشرين عاما، أرغمت الاحتلال الإسرائيلي على الانسحاب، ثم إلى حرب شبه تقليدية كانت محط إعجاب الكثيرين ومن تيارات مختلفة في الوطن العربي، حتى تلك التي تعادي الأيديولوجية الإسلاماوية، بل وحتى في غير الوطن العربي. لكن واضح أن هذا التعاطف ناجم عن"رجلة" حزب الله تجاه العدو لا تجاه إخوانه في الداخل. سلا .. وهي هنا بمعنى تعود على غياب الشيء أو النسيان، فالعرب شيمتهم النسيان، فقد ضاعت فلسطين ثم جاءت الهزائم المتوالية، من النكسة، كما درجنا على تسميتها تخفيفا من هول الهزيمة على الأنظمة، إلى كامب ديفيد الأولى، إلى اجتياح بيروت، إلى انتفاضة الحجارة إلى مفهوم السلام خيار استراتيجي إلى اتفاق أوسلو، إلى الانتفاضة الثانية والبحث عن السلام غير الممكن ووصولا إلى القمع والجرائم التي تعرض ويتعرض لها الشعب الفلسطيني وسط صمت عربي رهيب ومخزي. السلام في نهاية المطاف لم يكن خيارا عربيا، بل جاء أمرا فرضته ظروف كثيرة، أساسها الوهن والتشتت العربي، من المغرب العربي إلى الخليج العربي، والكل يذكر أن مؤتمر مدريد جاء بعد غزو نظام صدام للكويت، وما أنشأته من أوضاع، زادت حال الأمة رداءة..؟!!