تمحورت المحاضرة حول المشكل الحقيقي الذي يعاني منه الوطن العربي، التقسيم الغربي للأدب وإقصاء الأدب العربي، مفهوم الأدب الإباحي في روايتيه الشهيرتين "عمارة يعقوبيان " و"شيكاغو"، وغيرها من التفاصيل التي قربت صورة الأسواني إلى الأذهان. أشار الأسواني في بداية حديثه إلى أن مشكل الوطن العربي يكمن في رأيه في كونه يمتلك منصات كثيرة و من يتولاها يرفض التخلي عنها، كما أشار المتحدث - الذي رفض الحكم على أعماله وترك الأمر للنقاد، في السياق نفسه، إلى أنه لابد لنا من التخلي عن التقسيم الغربي للأدب الذي يتعمد إقصاء الأدب العربي والذي أصبح يخضع - حسبه - إلى" المسطرة" الغربية، مع التجاهل المقصود لأعلام الأدب في الوطن العربي أمثال الجاحظ ، الأصفهاني والتوحيدي. لذا فهو يرى أنّ علينا أن نتخلص من النظرة الضيقة التي تعتبر أن كل ما هو خارج عن الأدب الغربي لا يمثل أدبا. كما عارض المتحدث في إجابته على سؤال تعرض إلى " الإباحية " في روايتيه "عمارة يعقوبيان" و" شيكاغو" على هذا المصطلح في البداية، موضحا رأيه في بذلك في قوله "يجب أن يتسع مفهومنا للفن، كما يجب أن نتريث قبل أن نسرف في استخدام مفهوم الإباحية، فالفن يقدم تجربة إنسانية لا يمكن أن تستثني العلاقة بين المرأة والرجل"، مضيفا أن هذا الأسلوب كان متبعا في الأدب منذ القديم معطيا في ذلك مثالا على "رسالة الأتي" للجاحظ والتي تدرس حاليا في الجامعات والتي تناول من خلالها مفاخرة حول الغلمان والنساء. وفي حديثه عن شخصيات رواية "شيكاغو" أوضح الروائي أنها تعبر عن شخصيات مأساوية، لأن الأدب عموما لا يكتب عن السعداء، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن تكوين الشخصيات هو الجزء الأكثر تعقيدا في الكتابة، والتي تتحرر من الروائي الذي يكون قد كون فكرة عنها لتتصرف بحرية، مضيفا أن الكاتب كثيرا ما يتفاجأ من النهايات التي تعرفها مؤلفاته. يذكر أن الروائي الأسواني كان قد صرح ل" الفجر" في أول لقاء له مع الصحافة الجزائرية أن الكاتب الجزائري مولود فرعون من بين الأدباء العرب الذين يستحقون جائزة نوبل للأدب، وأضاف ان رواية "شيكاغو" في طريقها هي كذلك إلى السينما إضافة إلى رواية نيرا صديقة التي قد يحولها إلى عمل تلفزيوني وسينمائي. كما تجدر الإشارة إلى أن مدينة قسنطينة ستستضيف الأسواني بحر الأسبوع الجاري في المركز الثقافي الفرنسي، والذي سينشط لقاء بجامعة منتوري بحضور أساتذة وجامعيين، إلى جانب التوقيع على مؤلفاته للقراء بمكتبة ودار نشر"ميديا بلاس".