تأسف الروائي المصري علاء الأسواني لعدم معرفة المشارقة للكاتب الجزائري ''مولود فرعون'' مرجعا سبب ذلك إلى تقصير الإعلام الثقافي العربي وضعف العلاقات بين المشرق والمغرب، موضحا أن مولود فرعون الذي كان قد اكتشفه الاسواني بعد ان وقع صدفة على رائعة '' ابن الفقير'' والتي استنسخ منها 50 نسخة ووزعها على أصدقائه يعتبر خسارة كبيرة بالنسبة للأدب الجزائري خاصة والعربي عامة. الأسواني الذي حل ضيفا على مقر الجاحظية أول أمس بدعوة من دار النشر القصبة، رفض أن يكون لقاءه بقرائه في شكل ندوة يلقي فيها محاضرة تمليها عليه قواعد المنصات التي أصبح الوطن العربي يعج بها حسب تصريحه، مفضلا أن يكون اللقاء على شكل نقاش مفتوح. ضيف الجزائر اغتنم الفرصة ليعرب في بداية مداخلته عن أسفه الشديد لتقصير العرب في حق أدبنا العربي العظيم موجها أصابع الاتهام الى المنظومات التعليمية العربية التي قصرت بشكل كبير في هذا الجانب، مشيرا في ذات السياق الى المخلفات السلبية لمناهج التقسيم الغربي للادب العربي بالجامعات العربية وهو التقسيم الذي همش - حسبه - الادب العربي الكلاسيكي وكأنه لم يكن موجودا ''لأن الادب الكلاسيكي لم يكن خاضعا للمسطرة الغربية في تقسيم الادب''. وشدد ضيف الجاحظية على ضرورة الافتخار بهذا التراث العظيم الذي انتجه أجدادنا وأنه علينا أن نعي ان هذا الأدب العظيم لم يكن لينتج إلا بوجود حضارة عربية عظيمة. وفي رده على سؤال مفاده ان زمن القصة والشعر قد ولى وأننا في زمن الرواية قال الاسواني إن هذه الفرضية ليست إلا صيحة زائفة روج لها الإعلام، موضحا انه على الرغم من أن الرواية العربية تعيش حالة من الازدهار الا انه لا يوجد مبرر لنكلأ حق باقي فنون الكتابة العربية في التقدير والانتشار. وفي حديثه عن أعماله الادبية ذكر الروائي انه اصدر ثلاثة اعمال قبل رواية ''عمارة يعقوبيان'' وأنه كان يعاني من مشاكل في النشر بمصر امتدت الى الخارج، مما جعل هذه الأعمال تصدر في نطاق محدود جدا بحيث لم تكن متيسرة للقراء رغم كل ما كتبه عنها النقاد، كما أوضح الأسواني أن رواية ''مرجع ذبيان'' تعتبر أول لقاء له مع القراء. اما عن سر النجاح الكبير الذي لقيته أعماله الأدبية خاصة روايتي ''شيكاغو وعمارة يعقوبيان ''، فقد علق انه لا يليق بالروائي الحديث عن نجاحه أو تحليله أو تفسيره لأن مهمة الروائي تقتصر على الكتابة ويبقى التقيم والتحيليل من مهام النقاد والقراء. ورد الاسواني بخصوص وصف أعماله بالإباحية أن اغلبية القراء، كما النقاد، لم يجدوا مشكلا في هذا الطرح الذي قدمه ضمن الرواية، مشددا انه على القارئ العربي ان يوسع مفهومه للفن وأن يتريث قبل الإسراف في وصف عمل ما بالإباحي، معتبرا هذا الوصف مبالغا فيه في كثير من الأوقات لأن الفن يقدم تجربة انسانية لا يمكن أن نستثني منها العلاقة الطبيعية بين الجنسين. وفي ذات السياق بين الاسواني أن أجدادنا كانوا يبدعون برحابة في مجال الفن مستشهدا برسالة '' مفاقات بين اصحاب الغلمان وأصحاب الجواري '' للجاحظ والتي تعرض فيها منذ ألف عام إلى منطق الفريقين. مؤكدا انه لوغير اليوم اسم الجاحظ وكتب عليه اسمه'' لجاء من يتهمني بالإباحية''. من جهة اخرى أوضح الكاتب ان الأدب لا يجب أن يكتب عن السعداء وإنما عن معاناة الناس، معتبرا أن الأدب ليس إلا محاولة لفهم وتشريح الألم الإنساني.