ناقشت الطالبة رزوق حميدة، هذا الأسبوع، رسالة ماجستير بجامعة الجزائر في الدراسات اللغوية والموسومة بالضمير في القرآن الكريم.. دراسة وصفية تحليلية / سورة يوسف نموذجا. طرحت الطالبة في رسالتها عدة إشكاليات، أهمها البحث عن الدور الذي تلعبه المضمرات في البلاغة القرآنية وعلام تحيل الضمائر لو أخذت منعزلة وهل تتأتى أهمية الضمير من أهمية مرجعه. وللإجابة على هذه الإشكاليات؛ حاولت الطالبة البحث عن الوظيفة الدلالية المرجعية للضمير في سورة يوسف وباعتمادها على المنهج الوصفي التحليلي أحصت الضمائر التي وردت في السورة المدروسة وصنفتها إلى ضمائر الغياب والتي ترددت 353 مرة وضمائر المتكلم 185 أما المخاطب فترددت 124 مرة وهذا لتتوصل الى رصد الحقول الدلالية من المنظور المعجمي على أن كل دال وضع لمعنى ما يؤديه في السياق الكلامي للكشف عن دوره وعلاقته مع غيره والتعرف على علاقة الضمير بمرجعه كي تبرز جمالياته وباعتمادها على المنهج التحليلي فقد غاصت الباحثة في الدراسات التي تجمع بين الصرف والبلاغة والنحو والدلالة لتبين ان قصة يوسف عليه السلام اشتملت على عناصر القصة الأدبية والمشاهد التصويرية موضحة في الوقت نفسه، الفرق بين القصة الأدبية الفنية والقصة القرآنية، هذه الأخيرة يصب بيانها السامي في قوالب الإعجاز والأساليب البلاغية الراقية كما أنها تتناول أهم السمات الجمالية لقصة سيدنا يوسف عليه السلام من تنوع طريقة العرض والمفاجأة إلى الإيجاز بالحذف والحوار والشخصية المحورية، الزمان والمكان ...الخ؛ لتتوصل في ختام بحثها إلى نتائج هامة أهمها ان للضمير مزايا تذكر له واثر يطلب من أجله ويراد عليه في التعبير فالضمير يرفع اللبس ويكنى عن الظاهر ويعين على الاختصار ويعد عاملا للتهذيب في الأسلوب وثراء في التعبير كما انه وسيلة إيضاح لما هو مبهم وتعظيم للمتحدث وفي نفس الوقت يفصل بين المتحدث عنه والحديث لتوكيد الخبر والدلالة على اختصاص صاحبه به وللضمير جماليات اخرى في سورة يوسف علي السلام .الرسالة التي ثمنها الدكتور احمد حساني أحد أعضاء لجنة المناقشة ووصفها بالمهمة رجحها الدكتور محمد الحباس أن تكون الاولى من نوعها من حيث تناولها لموضوع الضمير في القرآن الكريم .