..."مِن أوباما لِجَميعِ الأَعرابِ شُعوباً أو حُكّاما".. هذه الجملة ليست مقدمة بيان مرفوع للعرب من البيت الأبيض، وإنما هي عنوان آخر قصائد الشاعر الكبير أحمد مطر، يتهكم فيها على اللهاث بين العرب لاسترضاء الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما، عله يحقق طموحات الحكام العرب أو تحظى قضايا الأمة العربية برعايته وعنايته.. يقول لهم أن يفيقوا ويكتب رسالة تصور فيها رد أوباما الرئيس الأمريكي الجديد على كل من علقوا الآمال عليه .. ينهرهم ويكشف لهم الحقيقة.. هو لن يفعل إلا ما فيه مصلحة أمريكا وحدها وشعبها.. لن يرعى شعوب العالم العربي التي ضلت طريقها في حكام يعتنون بمصالحها وحقوقها.. كما يزيد من حسرتهم حينما يذكرهم بالدكتاتورية وانعدام الديمقراطية في بلدانهم في مقابل فسحة الحرية والديمقراطية في أمريكا... قصيدة "مِن أوباما لِجَميعِ الأَعرابِ شُعوباً أو حُكّاما"، هي مسمار شعري آخر يدقه مطر في نعش الوعي العربي... قَرْعُ طناجِرِكُمْ في بابي أرهَقَني وَأَطارَ صَوابي.. افعَلْ هذا يا أوباما.. اترُكْ هذا يا أوباما.. أَمطِرْنا بَرْداً وسَلاما يا أوباما. وَفِّرْ لِلعُريانِ حِزاما! يا أوباما. خَصِّصْ لِلطّاسَةِ حَمّاما! يا أوباما. فَصِّلْ لِلنّملَةِ /بيجاما/! يا أوباما../ قَرقَعَةٌ تَعلِكُ أَحلاماً وَتَقِيءُ صَداها أوهاما. وَسُعارُ الضَّجّةِ مِن حَوْلي لا يَخبو حتّى يتنامى. وَأنا رَجُلٌ عِندي شُغْلٌ أكثَرُ مِن وَقتِ بَطالَتِكُمْ أطوَلُ مِن حُكْمِ جَلالَتِكُمْ فَدَعوني أُنذركُمْ بَدءاً كَي أَحظى بالعُذْرِ ختاما: لَستُ بِخادِمِ مَن خَلَّفَكُمْ لأُساطَ قُعوداً وَقِياما. لَستُ أخاكُمْ حَتّى أُهْجى إنْ أَنَا لَمْ أَصِلِ الأَرحاما. لَستُ أباكُمْ حَتّى أُرجى لأَِكونَ عَلَيْكُمْ قَوّاما. وَعُروبَتُكُمْ لَمْ تَختَرْني وَأنا ما اختَرتُ الإسلاما! فَدَعوا غَيري يَتَبَنّاكُمْ أو ظَلُّوا أَبَداً أيتاما! أنَا أُمثولَةُ (شَعْبٍ) يأبى أن يَحكُمَهُ أحَدٌ غَصبْا.. و(نِظامٍ) يَحتَرِمُ الشَّعبا. وَأَنا لَهُما لا غَيرِهِما سأُقَطِّرُ قَلبي أَنغاما حَتّى لَو نَزَلَتْ أَنغامي فَوقَ مَسامِعِكُمْ.. أَلغاما! فامتَثِلوا.. نُظُماً وَشُعوباً وَاتَّخِذوا مَثَلي إلهاما. أَمّا إن شِئتُمْ أن تَبقوا في هذي الدُّنيا أَنعاما تَتَسوَّلُ أَمْنَاً وَطَعاما فَأُصارِحُكُمْ.. أنّي رَجُلٌ في كُلِّ مَحَطّاتِ حَياتي لَمْ أُدخِلْ ضِمْنَ حِساباتي أَن أَرعى، يوماً، أغناما!