الرئيس الامريكي المنتخب باراك اوباما قلل المفكر المصري محمد حسنين هيكل من أهمية حدوث تغيير ما في المنطقة العربية والإسلامية بعد مجيء الرئيس الجديد للولايات المتحدة باراك أوباما. * وقال إن الخطة جاهزة مسبقا للتعامل مع الوضع في هذه المنطقة، لأن العالم العربي وللأسف لم يطالب كغيره من القوى الغربية بعلاقات جديدة مع واشنطن بعد ظهور نتائج الانتخابات الأمريكية وإنما سارع فقط إلى طلب الرضى والتأييد من الإدارة الأمريكيةالجديدة كما هو شأنه مع كل الإدارات المتلاحقة. * وفي حصة "مع هيكل" التي بثتها قناة الجزيرة القطرية على حلقتين يومي الخميس والجمعة وخصصت لتداعيات نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية، قدم هيكل رؤيته لما ستشهده المنطقة بعد فوز المرشح الديمقراطي من منطلق خبرته الطويلة في التعامل مع قضايا المنطقة وأيضا من منطلق معرفته بالسياسة الأمريكية في ضوء المعطيات الموجودة على الأرض. ففي موضوع العراق، يرى المفكر المصري أن استراتيجية باراك أوباما لن تخرج عن الإطار الذي ترسمه المؤسسة الأمريكية، صاحبة القرار الفعلي. وهذه المؤسسة، الاقتصادية والعسكرية كانت قد دخلت إلى العراق برضى كامل من أجل الاستيلاء على منابع النفط. وبالتالي فإن أوباما سيضع في حسبانه المصالح الأمريكية بالدرجة الأولى في تعامله مع الملف العراقي، وهو نفسه كان قد تحدث عن انسحاب منظم في ظل وجود قواعد عسكرية أمريكية. ويؤكد حسنين هيكل أن خليفة جورج بوش في البيت الأبيض لن يأتي بتسوية سحرية للملف الفلسطيني وكل ما سيحدث في إدارته هو الاستمرار في نفس السياسة الأمريكية، أي المفاوضات التي ستكون هذه المرة بين "إسرائيل أمريكا وإسرائيل الشرق الأوسط"، مبرزا أن زيارة وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس إلى المنطقة تأتي في إطار نفس الاستمرارية، حيث أنها تسعى إلى ربط ما أمكن التوصل إليه بما هو آت في إدارة باراك أوباما . * غير أن محمد حسنين يتوقع أن يكون التغيير في سياسة الديمقراطيين في التعاطي مع قضايا المنطقة على مستوى الملف الإيراني، حيث سيسارع باراك أوباما بعد تولي مهامه في البيت الأبيض إلى الدخول في مفاوضات مع الجمهورية الإسلامية عن طريق طرف ثالث ربما قوة أوروبية "ألمانيا" أو الهند، ولكن بشروط مثل أن تبتعد إيران عن الصراع العربي الإسرائيلي. ولا يستبعد المفكر المصري أن تواصل إدارة باراك أوباما في استعمال الورقة العربية لمحاصرة إيران لأن الهدف الأمريكي الرئيسي في النهاية ليس ضرب إيران وإنما تغيير النظام فيها وتطويق نفوذها في المنطقة والذي يهدد بالدرجة الأولى إسرائيل، الحليفة الأمريكية. * ومن جهة أخرى، يعتقد ضيف قناة الجزيرة القطرية، أن باراك أوباما "الأسود" ما كان ليصل إلى أعلى هرم السلطة في الولاياتالمتحدة لولا الأزمة المالية والاقتصادية التي عصفت بالبلاد ولولا الفقر السياسي الذي يعانيه الحزب الجمهوري، بدليل أن وزير الخارجية في العهدة الأولى لجورج بوش كولن باول، وهو أسود أيضا لم يتجرأ حتى للتفكير في خوض الانتخابات الرئاسية وأيضا وزيرة الخارجية الحالية كوندوليزا رايس لم تتطلع حتى لمنصب نائب الرئيس. * وفي نظر المفكر المصري، فإن هذا الرئيس الأسود سيحاول إثبات وجوده في البيت الأبيض وإرضاء كل الدوائر والقوى التي ساعدته في الوصول إلى منصبه، وهو ما سيعكسه الفريق الذي شرع في تشكيله والذي سيساعده في الحكم خلال السنوات الأربع القادمة. *