الناطق باسم حماس فوزي برهوم شرع الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمس في زيارة إلى المنطقة استهلها بالسعودية ثم مصر التي يصلها اليوم ويلقي فيها خطابا ينتظر أن يحدد فيه الخطوط العريضة لسياسته إزاء العرب والمسلمين. وتتفاوت مواقف السياسيين والمحللين بخصوص الزيارة والخطاب، ولكنها تجمع على عدم الإفراط في التفاؤل لأن الرجل محاط بمؤسسات وأجهزة وخطوط حمراء لا يمكن أن يتخطاه أي رئيس أمريكي مهما كان لونه أو إيديولوجيته.. * فوزي برهوم ل "الشروق": أوباما ما يزال يعطينا مجرد كلام * أعرب مسؤول حركة حماس الفلسطينية فوزي برهوم عن تمنياته بأن تنجح زيارة الرئيس باراك أوباما اليوم إلى مصر ويحمل الخطاب الذي سيوجهه من جامعة القاهرة جديدا يدعم الشعب الفلسطيني وينهي الحصار المفروض عليه كما ينهي الاحتلال الإسرائيلي في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة. وأوضح برهوم في تصريح ل "الشروق اليومي" من غزة أن الرئيس أوباما لم يقدم بعد أي خطوات عملية منذ مجيئه إلى السلطة بداية العام الجاري وما يزال يعطينا مجرد التصريحات والوعود، وهذا غير كاف. * واعتبر الناطق باسم الحركة الفلسطينية أن أهمية زيارة أوباما إلى القاهرة تكمن في كونها ستحدد سياساته المستقبلية إزاء الفلسطينيين وإزاء قضايا المنطقة ككل . وقلل محدثنا من أهمية موقف الرئيس الأمريكي ولهجته المتصاعدة ضد إسرائيل بخصوص الاستيطان وقال في هذا الصدد أن المحتل هو الذي يضرب عرض الحائط بكل القوانين والشرعية الدولية.. * * عبد الله الشايجي: هل سيمارس أوباما الضغط على إسرائيل؟ * يرى المحلل السياسي الكويتي عبد الله الشايجي أن هناك تفاؤلا بزيارة باراك أوباما إلى المنطقة وهناك توقعات بأن خطابه سيكون تصالحيا وسيشمل على نقاط ايجابية تؤكد رغبته في فتح صفحة جديدة مع العالمين العربي والإسلامي. وقال الشايجي في تصريح ل "الشروق اليومي" أن الرجل الأول في البيت الأبيض الذي يأتي إلى المنطقة في أجواء تغيير وتصالح سيحاول إثبات أنه غير سلفه جورج بوش وقد اختار القاهرة كونها أكبر دولة عربية ومركز للأزهر الشريف. * غير أن الشايجي حذر في تصريحه لنا من مغبة الإفراط في التفاؤل وقال أن العبرة ليست بالخطب والأقوال وإنما بالأفعال. وتساءل محدثنا قائلا : هل سيمارس الرئيس باراك أوباما الضغط على إسرائيل بخصوص القضية الفلسطينية التي أظهرت كل استطلاعات الرأي الأمريكية أنها سبب المشاكل القائمة بين واشنطن والعرب باعتبار أن الإدارات الأمريكية المتعاقبة وقفت دائما إلى جانب إسرائيل. هل سيضغط أوباما من أجل تحقيق حل الدولتين أم أنه سيكتفي بكلام عام وبتفاؤل بعيد عن الواقع ،وهو ما لا نريد، يقول المحلل الكويتي الذي حذر أيضا من التفاؤل الكثير لأن الولاياتالمتحدة هي دولة مؤسسات وثوابت وليست دولة أشخاص، وإذا كان باراك أوباما له نوايا صادقة وينشد تغيير السياسة الأمريكية إزاء العرب والمسلمين فلا ننسى أن وراءه مؤسسات وأجهزة.. * * إسرائيل: انفتاح أوباما على المسلمين يقلقنا * أعلنت اسرائيل أنها تأمل ألا يكون خطاب المصالحة مع العالم الإسلامي الذي سيلقيه الرئيس الأمريكي اليوم في القاهرة على حسابها. وقال وزير النقل اسرائيل كاتس، وهو مقرب من رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو أن "من حق الرئيس الأمريكي ان يسعى للمصالحة مع العالم الإسلامي ومنافسة القاعدة أو إيران على الفوز بقلبه. نحن من جانبنا علينا التأكد من ان ذلك لا يضر بمصالحنا المشتركة مع الأمريكيين." وقال كاتس ان اوباما "يبدي ودا حيال اسرائيل" لكنه أضاف ان "لديه مقاربة مختلفة" عن سلفه جورج بوش. * وتشهد العلاقات الأمريكية الإسرائيلية هذه الأيام نوعا من التوتر بعدما رفض نتانياهو الموافقة على قيام دولة فلسطينية وتجميد الاستيطان كليا في الضفة الغربية كما يريد اوباما.