في حين تساءل أحد المواطنين، وهو عامل بالشبكة الإجتاعية وأب لأربعة أطفال، عن الكيفية التي يوزع بها راتبه الشهري الذي لا يزيد عن ثلاثة آلاف دينار، في حين يكتفي هذا المواطن كما قال باللجوء إلى الأسواق الأسبوعية كسوق أولاد بسام، خميستي، تسمسيلت وحاسي فدول، لاقتناء ملابس بالية للأطفال وبقاء المواد الأخرى بأسعار زهيدة تتماشى وجودتها.. لتبقى ملجأ الفقراء والبائسين والمتنفس الوحيد لمعاناتهم في مواجهة ضغط الاحتياجات العائلية إلى جانب البطالة التي استفحلت وارتفع مؤشرها، خاصة وسط الشباب وخريجي الجامعات الذين وجدوا أنفسهم في عداد البطالين. ولعل الطوابير اليومية التي يصنعها الشباب أمام مقرات وكلات التشغيل لخير دليل على الواقع المتردي الذي أصبح طبع حياة المواطنين في هذه المنطقة التي تتقاطع فيها مظاهر البؤس والحرمان، خاصة بالمناطق النائية والبلديات المعزولة التي تنعدم فيها أدنى شروط الحياة الكريمة وأبسط مناصب الشغل وفرص الاسترزاق، باستثناء نشاط تربية الماشية الذي ما زال يمارسه الموالون وصغار المربين بالطرق التقليدية. وتبقى آمال المواطنين معلقة على مشاريع صندوق الهضاب العليا التي استفادت منها المنطقة لتحريك عجلة التنمية وتحسين الواقع المعيشي للسكان وتوفير مناصب شغل جديدة، لعلها ستخفف من الواقع الذي تلاشت فيه جميع فرص التغيير.