وأكدت تومي أنه أينما تكون هناك ترجمة قوية ومؤسسة يكون هناك إنتاج فكري ونمو لغوي وتشجيع للبحث والابتكار والإبداع الأدبي. ووصفت المترجم بالمبدع لأنه لا ينقل النص الأدبي من لغته الأصلية إلى لغة أخرى فحسب وإنما هو مطالب باستيعاب ثقافة لغة النص الأصلي، هذا المترجم الذي يعتمد عليه في التقارب بين الشعوب والثقافات. كما عادت الوزيرة إلى تاريخية الترجمة الأدبية العربية والتي قالت عنها إنها بدأت من الجاحظ الذي وضع اللبنة الأساسية لها. كما ثمنت الوزيرة دور المترجم وفضله في نقل الآداب وتواصل الثقافات بين الشعوب ونوهت في نفس السياق بعمل المترجم الجزائري عبر التاريخ في نقل الآداب، خاصة ما قدّمه الأديب الجزائري أبو العيد دودو. في سياق متصل تطرقت الوزيرة إلى عوائق الترجمة الأدبية في العالم من عدم رعاية واهتمام، خاصة من دور النشر والتكلفة الكبيرة بسبب مستحقات الترجمة مما دفع بدور النشر، إلى نشر الكتب الظرفية والسياسية، حتى أصبحت الترجمة سلعة مثل باقي السلع. ودعت تومي في ختام مداخلتها، المشاركين إلى المساهمة في جعل العمل المترجم ضمن استراتيجية مضبوطة تخدم المجتمع وخاصة المنظومة التربوية والجامعية والفكر العقلاني، وذلك للمشاركة في الحوار الايجابي بين الثقافات والحضارات. الندوة حضرها نخبة من الباحثين والمترجمين من شتى دول العالم وكذا عدد من المهتمين بالترجمة الأدبية في الجزائر من أساتذة وطلبة ومثقفين.