أشرفت السيدة خليدة تومي وزيرة الثقافة صباح أمس بفندق الأوراسي على افتتاح الندوة الدولية الأولى للترجمة الأدبية بالجزائر التي أشرفت على تنظيمها وزارة الثقافة بالاشتراك مع المعهد العالي العربي للترجمة و»القلم الدولي« والتي حضرها مترجمون وناشرون ومبدعون لأكثر من 18 دولة موزعة على إفريقيا، آسيا، أوروبا، أمريكا تناولوا من خلالها الترجمة كمحور لحوار الأفكار وتلاقحها بين الأمم والشعوب. استعرضت السيدة خليدة تومي وزيرة الثقافة في افتتاحها للندوة الدولية الأولى للترجمة الأدبية أهمية الترجمة في بناء الحضارة الانسانية وربط الأمم والشعوب بشبكة فكرية متنوعة الأعراق والأفكار، لتتحد في هدف واحد وهو إثراء الحضارة الانسانية والإسهام في تطويرها نحو الأفضل. واستعرضت السيدة الوزيرة فصولا من الخطوات العملاقة التي خطتها الترجمة في مدّ جسورها بين الشعوب من الصين والهند والفرس الى »دار الحكمة« والأندلس الى اليونان وأوروبا الى مساهمة الجزائر في إذكاء روح الأفكار وتوظيفها لصالح المجتمع ونقلها من اللغات الأجنبية الى العربية ومساهمة الثقافة الجزائرية في العبور الى الآخر عن طريق أدباء تركوا بصماتهم الانسانية واضحة امثال مالك حداد، محمد ديب، كاتب ياسين، بن هدوقة، و طار، أبو العيد دودو وغيرهم من الأسماء التي لمعت في سماء الرواية والأدب والفكر والترجمة، حيث قالت السيدة الوزيرة في معرض حديثها » فأينما تكون الترجمة قوية ومؤسسة، يكون انتاج فكري ومناقشة الفكر بالفكر ونموّ لغوي وتشجيع البحث والابتكار والابداع الأدبي«. وأضافت السيدة الوزيرة في ابرازها للدور الفعال الذي استخدمت فيه الترجمة طاقتها الابداعية الناقلة والمتنقلة بين الشعوب، حيث استثمرت خبرات عقولهم واسترشد بنير أفكارهم قائلة »فالترجمة هي من الحركات الكبرى في القرن الخامس قبل الميلاد في الصين والهند واليونان وفي بغداد والأندلس خلال القرن الثامن الميلادي«. وعن ميزات الترجمة وثمراتها الطيبة التي أنتجت الحضارة، قالت وزيرة الثقافة »تبنى الحضارات الفاعلة في تاريخ البشرية بفضل الترجمة وعن طريق الترجمة، لأن هذه الأخيرة هي محرك التفكيرالعلمي والابداع الثقافي«. لتخلص السيدة الوزيرة الى القول »الترجمة ليست خيانة.. الترجمة ابداع وإعادة انتاج«. الندوة الدولية الأولى للترجمة الأدبية المنعقدة في الجزائر والتي تستمر الى غاية الخامس من شهر ديسمبر الجاري تهدف الى جمع الكتاب الجزائريين والمترجمين والناشرين بنظرائهم من مختلف الدول العربية والأجنبية للوصول الى أرضية مشتركة لنقل الابداع من العربية الى اللغات الأخرى، فرنسية، انجليزية، كما تتصدى هذه الندوة الى دور الترجمة الأدبية والعولمة وكذا التفاعل بين المترجمين والكتاب والنصوص وترقية العمل المترجم والتمكين للترجمة في انشاء استراتيجية وإدراجها في التدريس وفي الجامعات، كما تتناول هذه الندوة أهمية التجارب والخبرات في دول كثيرة في الترجمة وكذا النصوص والنشر ورواج الترجمة. وقد تميّزت أشغال الندوة في يومها الأول في الجلستين والمائدتين المستديرتين بإلقاء خمس محاضرات لكل من السيد كارلوس الفارادو (الأرجنتين) مصطفى حشلاف (المغرب) ديزيري كينس (بلجيكا) ليلى الأطرش (الأردن) وفائز الأسعد من سويسرا. أما المائدتان المستديرتان فالأولى ناقشت مسألة ترجمة الأدب والثانية التفاعل بين المترجمين، المؤلفين والنصوص المترجمة.