ترى الأكاديمية منال خضر أستاذة قسم الآداب الفرنسية بالقاهرة ان الترجمة الادبية في العالم العربي مظلومة نظرا للبيئة العالمية التي لا تشجع على الترجمة، فضلا عن تغليب المصالح التجارية على هذا المجال. وتؤكد خضر أن ضعف الترجمة ورداءتها في هذه الدول سبب حرمانها من التواصل مع الاخر وانها اثرت بشكل واضح على عملية التلاقح الفكري والحضاري .عن حركة الترجمة وسبب ظلمها وعن واقع المترجم في البلدان العربية تتحدث منال خضر في هذا الحوار. يعاني واقع الترجمة في العالم العربي كثيرا من الضعف والوهن بسبب نقص الحريات وتغليب المصالح الربحية والتجارية على البعد الثقافي .ما تعليقك؟ - ربط الترجمة بالحريات أظن أن هذه مبالغة في التعبير ،لكن طبعا تغلب المصلحة التجارية قطعا كما قالت وزيرة الثقافة الجزائرية خليدة تومي عن حق هناك مصالح أخرى تتحكم في نوعية الأعمال التي نترجمها .طبعا هناك اهتمام بالغ بترجمة الأعمال العلمية بهدف الالتحاق بركب الحضارة والعلم ،أما الترجمة الأدبية فهي مظلومة لكن في الأساس كل أنواع الترجمة في الوطن العربي مظلومة. لماذا هذا الظلم برأيك؟ - لأن بصراحة العائد المادي منها ضعيف جدا مازلنا ننظر إلى الترجمة وإلى المترجم ان ليس له عملا مستقلا بذاته،لكن لابد للمترجم أن يكون في الأصل مثله مثل كل المهنيين في مختلف الحقول الأدبية والعلمية. الترجمة اصبحت تلحق بالمترجم كنوع من أنواع الفانتازيا العمل الثقافي الإضافي.. أظن أن أول اعتباراتنا هو الاعتبار المادي . نقل عن تقرير التنمية الإنسانية العربية أن متوسط عدد الكتب المترجمة في العالم العربي 4.4 كتاب لكل مليون مواطن سنويا في حين يحظى كل مليون مواطن في المجرمثلا ب 519 كتاب سنويا وتترجم اسبانيا أكثر من 10الاف عنوان سنويا. برأيك أين يمكن تصنيف منزلة الترجمة في الثقافة العربية؟ - اعتقد أن المشكلة في مصر كما في الجزائر أننا انتهجنا سياسة في منتهى الخطورة والخطأ هي انه بعد حركات التعريب في مصر في أوائل الستينيات والجزائر في السبعينيات رفضنا كل ما يأتي من ناحية المستعمر بما فيه لغته وانغلقنا وأوقفنا حركات الترجمة،لكن الخطأ الكبير الذي وقعنا فيه أن الجيل الحالي لا يقرا لغة الآخر لغة تسهل التواصل بين الثقافات، نحن عانينا من المشكلة لكن أصبح هناك وعي في تصحيح هذا الخطأ وانه لابد أن نتعرف على الخآر من خلال لغته وثقافته حتى نفهمه ونستطيع التحاور معه. وبدأ الناس عامة والنخبة المثقفة على وجه الخصوص يفهمون ان أي نهضة في العالم وأي حضارة تنشأ من الترجمة، الترجمة هي البداية سواء ما تعلق بترجمة العلوم أو الآداب..كل أنواع الترجمة طبعا تعطينا فكرة عن الآخر طريقة معيشته نظام حياته نمط حياته.فالترجمة هي أحسن وسيلة لتأكيد التواصل بين الشعوب. هل ترى منال ضرورة أن يكون مترجم النصوص الأدبية مبدعا؟ - الإبداع مطلوب في الترجمة الأدبية لان هذه الأخيرة فيها جزء كبير من الإبداع وأعتقد أن الإبداع ليس الشرط الوحيد الذي يجب أن يتوفر في المترجم وإنما أن يكون أديبا وناقدا بمعنى أن يقرا النص الأدبي بصدد الترجمة قراءة تحليلية لان هناك دلالات في النص ليس فقط في الأفكار والمعاني أي ناحية السيمنطيقا لكن من الناحية الدلالية أيضا، حيث هناك دلالات في النص إن لم يكن المترجم أصلا واعٍ بحركة الترجمة لتحليل النص الأدبي بطريقة نقدية لن يفهم الرواية، فهو ينقل لنا إلى جانب الأفكار المعتقدات بين السطور، فإن لم يكن المترجم على دراية تامة بالثقافة واللغة وقارئا للأعمال الأدبية لن يستطيع أن يترجم النص ترجمة سليمة متأنية. برأيك متى تكون لدينا حركة ترجمة قوية ومؤثرة؟ لابد من تبديل نظرتنا الخاصة بالمترجم وحركة الترجمة.. مازلنا ننظر للترجمة على أنها حركة ثانوية وليست أساسية إذا كانت هناك ميزانية إضافية أو تسمح تسخر لهذا المجال لابد أن تعود الترجمة لموقعها الريادي لأن بداية النهضة الفكرية والعلمية تكون بايلاء الاهتمام وإعطاء الأولوية لحركة الترجمة.