وأضاف الدكتور أبو النجا في قراءة قدمها قبل أيام قليلة، في مقر الجاحظية لرواية "حالات" أن الشاعر والروائي عيسى لحيلح لم ينجح في إيصال الفكرة التي حاول تجسيدها في روايته، حيث فشل في إعطاء صورة لملامح الشخصية محور الموضوع وهو ما أدى حسبه، إلى عدم وضوح الهدف من الرواية. كما اعتبر الدكتور أن الرواية كانت مثقلة بالأبيات الشعرية التي جاءت على لسان "عبد الحفيظ" بطل الرواية، والتي لم ير لها من حاجة في السياق حيث أنها احتلت ما يقارب 62 صفحة من مجمل الرواية التي تضم 236 صفحة، أما عن الأسلوب فهو يرى انه اعتمد على الأسجاع وما يمكن اعتباره امتدادا لاستخدام الشعر. ويرى المتحدث أن اختيار اسم "عبد الحفيظ" لبطل الرواية هو محاولة لتقديم شخصيته الرئيسية من منطلق ديني، وهو ما تجلى في الأماكن التي كان يتردد عليها البطل والعبارات التي ترددت كثيرا في الرواية مثل " الموردون، الجنة، الصوفية، فروا إلى الله أيها الناس". وقال الناقد أبو النجا إن صاحب رواية "حالات" تجاهل بقية الجوانب التي تهم الفرد كالتطرق إلى المشاكل الاجتماعية، فيما ركز بشكل مكثف على الجانب النفسي للبطل ومحاولة عائلته لإيجاد علاج له سواء عند الأطباء النفسانيين أو لدى المشعوذين، وهو الشاب الذي كان يأمل أن يكون رساما لكنه "أصبح قربانا قدّم للردة" - حسب تعبير حسين أبو النجا - بسبب اتهامه في قضيةأمن عام، وهي المنطقة الوحيدة التي وقف عندها الروائي.