شكلت الرواية الجديدة للقاص والإذاعي والتلفزيوني المميز العيد بن عروس الموسومة ''رحلة طائر المواسم'' والتي صدرت حديثا عن دار الهدى وتقع في 96 صفحة محور الندوة الأدبية التي نشطها كل من الدكتور أحمد منور والدكتور الروائي محمد ساري و احتضنتها الجاحظية واللقاء كان مناسبة لاكتشاف المولود الإبداعي الجديد للعيد بن عروس بعد فترة من الغياب على الساحة الإبداعية لتسجل عودته القوية من جديد على المشهد الروائي الجزائري وبعد أن تناول الدكتور أحمد منور المسار الإبداعي للمبدع العيد بن عروس عبر مختلف محطاته انطلاقه من أول مجموعة قصصية بعنوان "أنا والشمس " مرورا ب "تكسير الرياح "(قصص)، زمن الهجير (قصص)، السؤال الذي حير المدينة (قصص) وتفاصيل عن مساره الإنساني والمهني في محاولة لتأطير مسيرته في دقتها وتنوعها وتحدث عن روايته "الغرفة الزرقاء " التي تتناول تجربة المبدع العيد بن عروس بعد تعرضه لحادث سيارة وتمنح أجواءها الحالة النفسية وهو على فراش المستشفى من جهته وفي مقاربته التشريحية لرواية العيد بن عروس الجديدة "رحلة طائر المواسم " أشار الدكتور محمد ساري في سياق تشريحه للعمل الروائي أن الرواية تندرج في خانة السيرة الذاتية التي تتقفى أثر التجربة الإنسانية الذاتية في أدق تفاصيلها وبكل لاما تحمله من أبعاد وقيم في رحلة الحياة اليومية ومفرداتها ونرحل مع القاص والروائي العيد بن عروس إلى مرحلة طفولته الخصبة بالخيال والصور المخبأة في ذاكرته الطفولية الحالمة وحيث ولد بمدينة سيدي عيسى بالمسيلة عاصمة الحضنة والبداوة الرائعة ببساطتها ويتحدث الروائي وبلسان السارد وبضمير الغائب وهو الصوت الذي استحضره الروائي لينوب عنه في عملية الحكي والسرد وإسماع صوته الداخلي عن مرحلة الإستعمار الفرنسي في المنطقة ورؤيته كطفل لما كان يدور في مجتمعه التقليدي من تجاوزات على يد المستعمر الفرنسي وكيف تم تهجير عائلته وقريته إلى مكان آخر تفاجأ به لأنه لايشبه البيئة التي عاش فيها من تلاحم مع الطبيعة والاخضرار واستعرض الصراعات بين الميصاليين والمناضلين الذين تبنو فكرة التحرير والثورة المسلحة ،كما يعرج العيد بن عروس بقارئ الرواية إلى محطة الدراسة وعنفوانها وتعليمه وبعدها نلج معه إلى مرحلة ما بعد الاستقلال ودراسته بالمدرسة العليا للأساتذة ثم إنتقاله إلى عالم الإذاعة والتلفزيون وتقلده مهام منها مدير محطة التلفزيون ببشار ثم ورقلة ،مؤكدا الذاتية التي تطبع روايته وأكد الدكتور محمد ساري أن رواية العيد بن عروس تندرج ضمن تيار الرواية الرعوية لأنه يحكي الطبيعة وعوالم الريف بكل زخمه وروحه من جهته أكد المؤلف العيد بن عروس في تدخله أن عمله الروائي هو سيرة ذاتية وفضل إستخدام ضمير الغائب في سرده للأحداث حتى لا يقال أن طفل تمكن من فك رموز الصراعات في تلك المرحلة المفصلية من تاريخ الجزائر وتفادى العيد بن عروس الحديث عن القضايا التي كانت تؤطر التلفزيون وباقي القضايا السياسية خلال مرحلة تواجده كمسؤول بالتنلفزيون وأوضح أن الرواية تتناول بعض الأحداث الهامة التي ميزت حياته بمسقط رأسه بالمسيلة. كما أنها عبارة عن لحظة انتقال وتمازج بين اللحظة الذاتية، والحدث التاريخي بكل تفاصيله، بالتركيز على حرب التحرير والحركة الميصالية