صعّد رئيس حركة مجتمع السلم، أبو جرة سلطاني، من لهجته تجاه معارضيه في الحركة وعلى رأسهم عبد المجيد مناصرة، وذهب رئيس حمس إلى حد توجيه نداء إلى هذا الأخير بلم شمل مسانديه في حزب سياسي جديد أو الترشح للانتخابات الرئاسية. عبر رئيس حركة مجتمع السلم عن امتعاضه الشديد من تصريحات خصمه عبد المجيد مناصرة في الحوار التفاعلي الذي نشرته "الفجر" الأربعاء المنصرم. وقال خلال استضافته في حصة "لقاء الخميس" للقناة الإذاعية الثانية، أول أمس "أن الكلام خارج أطر الحركة ومؤسساتها مرفوض ومن لديه احتجاجات عليه العودة إلى بيت الطاعة والمتمثل في مجلس الشورى الوطني". وأضاف سلطاني بلهجة شديدة موجها حديثه إلى عبد المجيد مناصرة "إذا كان لك قسم - بمعنى مساندين - في الحركة خذه وتوكل على الله وافعل ما تريد". ومن ضمن ذلك، حسب أبو جرة سلطاني، تأسيس حزب سياسي جديد أو حتى الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة. وقال رئيس حركة مجتمع السلم في سياق حديثه عن الأوضاع الداخلية للحركة التي تأزمت بعد المؤتمر الرابع أن من كان له احتجاجات عليه أن يقدمها لمؤسسات الحزب، منها مجلس الشورى وعدم التحدث عنها في الصالونات والصحافة. وأشار إلى أن لجنة الصلح المكلفة بالعمل على رأب الصدع داخل الحزب ستقدم تقريرها الأخير في جانفي المقبل خلال دورة مجلس الشورى الوطني، الذي سيقرر في مصير "الغاضبين على رئيس الحركة والمحتجين على طريقة تسييره لشؤون الحزب سواء بالفصل أو قرار آخر". وأكد أبو جرة سلطاني أنه سيلتزم بتطبيق قرارات المجلس كونه مجبرا على ذلك وفق التنظيم الداخلي للحركة. من جهة أخرى، قال رئيس حركة مجتمع السلم أن رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، سيعلن عن ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة نهاية شهر فيفري أو بداية شهر مارس المقبل على غرار ما فعله خلال رئاسيات 2004 وذلك حتى تترتب أفضل الساحة السياسية وتعلن شخصيات أخرى عن ترشحها لمنصب رئيس الدولة. وفي ذات السياق، دعا سلطاني الشخصيات الوطنية والسياسية ذات الوزن الثقيل والتي تتوفر فيها الشروط القانونية إلى الترشح للانتخابات الرئاسية من أجل القضاء على الجمود الذي يطبع الساحة السياسية رغم أنه لا يفصلنا عن الاستحقاقات سوى أربعة أشهر. واعتبر المتحدث انه من الأفضل أن يتقدم هؤلاء إلى الانتخابات حتى إن شاع أن عبد العزيز بوتفليقة سيكون الأوفر حظا بما أنه يتمتع بمساندة عدد من الأحزاب والنقابات والاتحادات، وقال إنها ستكون فرصة للتعريف بالرجال والخطابات حتى وإن تم اختيار بوتفليقة لعهدة ثالثة. كما دعا الأحزاب الأخرى إلى تشكيل تكتل سياسي يضمن تحقيق توازن على الساحة بين أحزاب التحالف الرئاسي المساندة لرئيس الجمهورية وبرنامجه وبين أحزاب لا تقاسمها الرؤيا. وفي نفس السياق، انتقد رئيس حمس بشدة الأحزاب التي تصنف نفسها في خانة المعارضة دون أن تتمكن من التغيير والنضال السياسي على أرض الواقع. وقال إن المعارضة ليست بالبقاء في البيت وإرسال "فاكسات" التنديد أو المساندة عند كل حدث أيا كان نوعه. ووصل إلى القول بأنه لا يوجد خصم سياسي لأحزاب التحالف ولكنه مجرد حديث عبر الصحف. وعن التخوف من نسبة مشاركة ضعيفة على غرار ما حدث في التشريعيات الماضية، قال أبو جرة سلطاني إن على الشعب أن يلتزم بواجبه الانتخابي سواء كان مساندا أو معارضا لأنه من غير المعقول الاحتجاج على رئيس قد يعاد انتخابه دون أن يشارك بالتصويت. وعن الحملة الانتخابية التي ستديرها أحزاب التحالف الرئاسي لصالح عبد العزيز بوتفليقة، قال سلطاني أن لجنة التسعة المشكلة من ثلاثة أعضاء عن حمس وعدد مماثل من الآفلان والأرندي ستنطلق الأسبوع المقبل في حملة تحسيس تسبق الحملة الرسمية وستعد أرضية عمل لذلك تتقاسم فيها الأعباء، وتسهل العمل على المستوى الوطني والخارجي لصالح الجالية الجزائرية في الدعاية للرئيس، حيث ستقسم الحملة الانتخابية إلى ثلاثة أقسام: قسم خاص بالرئيس المرشح وآخر خاص بأحزاب التحالف الرئاسي وقسم ثالث مخصص لكل حزب تفاديا للفوضى التي طبعت الحملة الانتخابية في 2004. واقترح أبو جرة سلطاني على رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة التركيز على الجبهة الاجتماعية في حملته المقبلة بما أنها تعرف ثغرات عديدة لابد من تداركها، وقال إن ذلك يحتاج إلى قرار سياسي قد يدفع بالأمور نحو الانفراج.