لم يجد رئيس حركة مجتمع السلم من فرصة أفضل من الندوة الصحفية التي عقدها، أمس، بالمركز الدولي للصحافة من أجل الثأر من خصمه "عبد المجيد مناصرة"، الذي غاب عن المناسبة• ووجه تعليمات صارمة للقياديين الجدد، الذين انتخبوه في المؤتمر الرابع لحركة مجتمع السلم بداية الأسبوع، تتعلق بتفادي الارتجالية في التصريحات خارج مؤسسات الحركة من مجلس الشورى والمكتب الوطني، وكذا الالتزام بمؤسسات الحركة عند الطموح لمنصب أعلى• "أبو جرة" الذي اختار من العبارات أشدها للرد على "عبد المجيد مناصرة" فضل الإبقاء على الغموض فيما يتعلق بقرار استقالته من الحكومة، عقب التصريح بتفرغه الكامل لخدمة حركة مجتمع السلم، ولم يفلح إلحاح الصحفيين في الحصول على جواب واضح عن قرار تخليه الطوعي عن الحقيبة الوزارية• بل قال "أبو جرة سلطاني" أن تصريح المكلف بالإعلام "محمد جمعة"، أمس، للإذاعة والمتعلق ب"استقالة رئيس الحركة من الحكومة ليست إلا قضية وقت"، لا يلزم إلا صاحبه بما أن كل المؤسسات حلت عقب المؤتمر الرابع• وتركت تصريحات "أبو جرة"، التي اختلطت بالغموض والتلميح الباب واسعا أمام تفسيرات عديدة لما سيقبل عليه خلال الأيام القليلة القادمة، فقد يستقيل من الحكومة ويكتفي بمنصب رئاسة أكبر حزب إسلامي في الجزائر، كما قد يبقى في الجهاز التنفيذي الذي قد لا يعيقه عن تسيير شؤون الحركة، كونه غير مقيد بتسيير قطاع معين خلافا لزملائه الوزراء• وتلى رئيس حركة مجتمع السلم "أبو جرة سلطاني" رسالة المؤتمر الرابع للحركة، والتي ركزت على عشر محاور، ولكنه لم يخرج عن إطار الانتقاد اللاذع ل"عبد المجيد مناصرة"، وتحذير مناضلي الحركة أو إطاراتها بشكل دقيق من الخروج عن مؤسسات الحركة والارتجالية، وقال إن العهدة الجديدة - التي أسماها بعهدة الخروج من الديوان إلى الميدان- أثبتت أن مناضلي حمس متمسكون بمبدأ القيادة والسيادة، واسقطوا محاولات البعض في فرض الوصايا والأبوية في الحزب•،وقال أنه من أراد الاستحواذ على الحركة تحت غطاء، وآخر أعاده المؤتمر إلى حجمه الحقيقي، ولكن "أبو جرة" وعد بأنه لن يلجأ إلى تصفية الحسابات مع من حاولوا الإطاحة به من على كرسي رئاسة الحزب، وأوصى المناضلين بالحرص على البقاء ضمن أروقة الحركة عند الرغبة في التغيير• وأكد المتحدث خلال الندوة أن "عبد المجيد مناصرة" انسحب من الترشح للرئاسة، بعدما فضل أغلبية المندوبين الإحتكام إلى مجلس الشورى، عكس ما تداولته بعض المصادر الإعلامية، نقلا عن مصادر مقربة من الرئيس، والتي قال "سلطاني" أنه سيتصدى لها مستقبلا، ويمنع الإطارات من التصريح للصحافة باستثناء رئيس مجلس الشورى ونائبه وكذا نواب رئيس الحركة• وقال "أبو جرة سلطاني" أن ما شهده المؤتمر الأخير للحركة، علّمه الخضوع الطوعي لرغبة المناضلين•