أكد هيثم عمايري أن "دم"القضية الفلسطينية سيتفرق عبر كافة العواصم العربية للمساهمة في إنجاح ما أسماه الشاعر عز الدين ميهوبي "القدس عاصمة العرب الثقافية" حيث سيتم تنظيم 23 أسبوعا عربيا وعدد آخر من الأسابيع الثقافية الأجنبية عبر كل القارات، من خلال نقل الثقافة والعادات والتقاليد الفلسطينية إليها. كما سيتم العمل على تسهيل دخول الدول التي تريد أن تقيم أسابيعها الثقافية على الأرض المحتلة. وأوضح هيثم عمايري في لقاء خص به جريدة "الفجر" بمقر السفارة الفلسطينية بالجزائر أن هذا القرار الذي تم اتخاذه لدى اجتماع وزراء الثقافة العرب في عمان سنة 2006 "هو بالتأكيد مشروع مقاومة وإن كان منبرا ثقافيا فهو مشروع صمودي بامتياز "مضيفا في ذات الحديث أن هذه التظاهرة تأتي في ظروف دولية مميزة سمتها القهر و العدوان المتواصل على الشعب الفلسطيني، الذي لن يسمح له العدو الصهيوني بأن يقيم أعراسه سواء الفنية أوالأدبية وكافة فنون الثقافة، خاصة أنه يريد أن يغيب المجتمع الفلسطيني حضورا على مستوى الوجود، وإذا وجدوا يريد أن يغيبهم على مستوى الثقافة، حيث يقول "الأمة بلا ثقافة هي أمة بلا تاريخ ولا هوية". ويضيف "بأن الاحتلال الصهيوني لم يستسغ فكرة أن تكون القدسالمحتلة عاصمة للثقافة العربية، لذاعلينا "بشحذ الهمم كفلسطين أولا لإبراز ما لهذه المدينة وهذا المكان من إرث حضاري ضارب بجذوره لأكثر من 5000 سنة قبل الميلاد وإبراز هذه الطبوع الثقافية الموجودة في كل قرية فلسطينية، هذا لن يتأتى إلا بدفع تضحيات جسام، ففي أول اجتماع للجنة التحضيرية العليا المكلفة بهذا العرس الثقافي تم القبض على أعضاء اللجنة و وضعوا في السجن، أي بمعنى آخر كل برنامج سواء كان يوميا أوأسبوعيا أو شهريا خلال السنة سوف يكون هناك دفع ثمنه". وعاد عمايري ليتحدث بإسهاب عن الدور الجزائري في هذا الحدث، مؤكدا أن الوصاية على القطاع الثقافي بالجزائر وعلى رأسه وزيرة الثقافة خليدة تومي عبرت في أكثر من مناسبة على دعم الجزائر المطلق لهذا الحدث، كما سيتم عقد لقاء تنسيقي بين الطرفين من أجل وضع الآليات الكفيلة بمساعدة الأشقاء الفلسطينيين على إنجاح هذه التظاهرة خاصة وأنها تمثل منعرجا حاسما في سيرورة الفعل الثقافي الفلسطيني الذي غيّب وهمش لسنوات طويلة. وأفاد نفس المتحدث أن برنامج "القدس عاصمة الثقافة العربية لسنة 2009" سيكون ثريا ومتنوعا تستضيف فعالياته العديد من العواصم العربية حسب الأجندة المضبوطة، وهو ما سيكشفه السفير الفلسطيني"محمد الحوراني" خلال الندوة الصحفية التي سينظمها في الأيام القادمة من أجل الحديث على رزنامة نشاطات التظاهرة وتفاصيل الدعم المحصل. وحسب المعلومات المتوفرة من مصادر رسمية فإن وزارة الثقافة الفلسطينية قد ضبطت الخطة التنفيذية وآليات عملها و حددت محور النشاطات والفعاليات، كما رسمت استراتيجية للعمل في الخارج والتي تقتضي الاتصال مع الجهات الرسمية في الأقطار المختلفة، كما تم الإعلان رسميا على إنشاء لجنة فلسطينية لمساندة اللجنة الوطنية بالتعاون مع السفارات الفلسطينية في الدول العربية، كما لم يغفل التواصل مع كبار الفنانين والأدباء والمؤسسات الثقافية والفنية لدعم التظاهرة.