هذه هي قصة عملاقي "الشعر الأمازيغي" التي بقت عالقة في الأذهان و التاريخ الشفوي لدى الجزائريين. وفي محاولة لإحياء هذه القصة وإعطائها بعد كتابيا و للخروج من المتعارف عليه من الترجمة من" الأمازيغية إلى الفرنسية "ها هو الكاتب و الصحفي الجزائري "محمد غبريني" يقدم هذه القصة في كتابه المعنون ب "الفقيه الشاعر و الشاعر الجوال " والذي ضمنه أهم ما قيل من طرف هذين الشاعرين حول الخلاف الذي كان بينهما بعد أن أصبح الفقيه يتفادى الجوال كلما رآه و لكن هذا الأخير يتغاضى عن الأمر عند سماعه بمرض "سي محند اولحوسين" ليفاجئ بعناده ورفضه لاستقباله ما أدى ب " سي محند ومحند" إلى قول قصيدته المعروفة و التي دعا فيها الله أن يموت دون أن يرزق بمولود ذكر يحفظ نسله ليرد عليه "سي محند اولحوسين" بقصيدة أخرى يتمنى فيها هو الآخر أن يموت الجوال في الغربة بعيدا عن أهله وذويه. وحسب المنقول الشفوي في منطقة القبائل فقد ثبت أن كل من الجوال والفقيه مات بالطريقة التي تمناها له الآخر... كتاب جد قيم صدر من "دار الأمل للطباعة و النشر" يبرز البعد الروحي و الملحمي والوجه التاريخي والإنساني أيضا في شعر العملاقين الذي ظل و لمدة طويلة يوضع في خانة الأسطورة.