في محاولة لإحياء حوار يعود لسنوات مضت بين اثنين من عمالقة الشعر في منطقة القبائل قدم الصحفي ''محمد غبريني'' كتابه ''حوار العمالقة'' جمع ضمنه أهم ما قاله الفقيه الشاعر ''الشيخ محند والحسين'' والشاعر الجوال ''سي محمد ومحند''. الكتاب صدر عن دار ''الأمل'' للطباعة والنشر وهو عبارة عن ترجمة لبعض قصائد الشاعرين من الامازيغية إلى العربية في محاولة للخروج عن خط الترجمة من الامازيغية الى الفرنسية. والملفت للانتباه أن الكتاب تضمن أشعارا حملت قصة خلاف كبير وقع بين الرجلين الذين دراسا أصول الدين في ذات الزاوية على يد عم''سي محمد ومحند'' ليأخذ كل واحد منهما طريقه فيما بعد حيث أصبح ''ومحند'' شاعرا جوالا منطويا منبوذا من طرف الجميع بعد أن قتل والده أمام عينيه من قبل المستعمر، فيما أصبح ''والحسين'' فقيها يرجع إليه كل أهالي القرية لاستشارته في أمورهم الخاصة، فأصبح الأول شاعرا جوالا وصار الثاني شاعرا فقيها وقد كان الشيخ ''وحسن'' يتفادى''ومحند'' كلما رآه مما أدى الى خلق عداوة بينهما، تجاوزها الجوال حين أصبح الفقيه على فراش الموت فذهب لزيارته اذ به يتفاجأ برفض الفقيه لرؤيته مما دفعه لكتابة قصيدة يدعو فيها عليه بأن يحرمه الله من الذكور ليقابلها الفقيه بقصيدة يدعو فيها للجوال بالموت في غربة عن أهله وفعلا حسبما تناقلته الأجيال من خبر حول الموضوع ثبت أن كل من الشاعرين توفي بنفس الطريقة التي تمناها له الآخر. وبالتالي فإن ''حوار العمالقة'' يعتبر كتابا قيما غاص من خلاله ''محمد غبريني'' في أعماق الموروث الشعبي لمنطقة القبائل من خلال إحياء كتابات أمازيغية تعتبر جزءا من التراث الجزائري ليقدمها لقراء العربية في ترجمة جديدة.