تمكنت قوات الأمن المشتركة المعززة بالقوات الخاصة من المظليين، نهاية الأسبوع الماضي، من اكتشاف كزمة تحتوي على أدوات وآلات خاصة بالعلاج بمرتفعات ميزرانة بتيزي وزو، مع العثور بداخلها على كمية من الأدوية كانت الجماعات الإرهابية تستعملها في الإسعافات الأولية، إضافة إلى كميات من الذخيرة الحية. كما كللت عملية التمشيط التي باشرتها قوات الجيش الوطني الشعبي مدعمة بالقوات الخاصة منذ عدة أسابيع بالعثور على حواسيب للاتصالات الخارجية مع عناصر إرهابية أخرى باستعمال البطاقات الرقمية، إلى جانب تدمير 40 كازمة يعود البعض منها إلى بداية التسعينيات والتي يصعب اكتشافها بسبب وقوعها داخل الأحراش وأدغال هذه المنطقة الجبلية الوعرة. وكانت قوات الجيش الوطني قد فرضت السيطرة يوم السبت على أغلب المنافذ المؤدية من وإلى الشريط الغابي الحدودي لتيزي وزو بشرق بومرداس المحاصر بوحدات من المظليين الذين توغلوا داخل معاقل ميزرانة بحثا عن قاعات علاج سرية وأنفاق قد تتحصن بداخلها الجماعات الإرهابية، ما استدعى، حسب ما أوردته ل "الفجر" مصادر متابعة للشأن الأمني بمنطقة القبائل، من الاستعانة بأعوان من الحرس البلدي لمحاصرة منطقة مازار التي يتواجد فيها أتباع كتيبة الأنصار تحت قيادة المدعو "الأعور"، المنحدر من مدينة دلس ببومرداس، والتي كان قد اكتشف فيها أيضا (قرية مازار) على عتاد حربي هام مشكل من مواد خاصة بصنع المتفجرات وأجهزة للإعلام الآلي، إلى جانب قاعة للعلاج. وقد أسفرت هذه العملية، حسب ذات المصادر، عن وقوع اشتباك مسلح بين عناصر كتيبة الأنصار التي تضم أزيد من 15 إرهابيا مع قوات الجيش الوطني الشعبي، مخلفة إصابة أحد عناصرها بجروح متفاوتة الخطورة عندما حاول التوغل داخل معاقل غابة ميزرانة. وتزامنت هذه العملية مع الهجوم الإرهابي الذي تعرض له مقر الحرس البلدي لاعطافن، ليلة الخميس الفارط، من طرف 7 مسلحين برشاشات من نوع كلاشينكوف كانوا متجهين إلى منطقة عين الحمام، ولم تستبعد مصادر محلية مطلعة إصابة عدد من الإرهابيين بعد عثور المواطنين على رصاصات إثر الاشتباك المسلح الذي وقع بين قوات الأمن والإرهابيين لمدة نصف ساعة. كما كانت ذات الجماعة قد وقعت في اشتباك مماثل مع قوات الجيش الوطني الشعبي على مستوى الطريق الرابط آيت عقواشة بالأربعاء ناث إيراثن، ولم تستبعد مصادر متطابقة أن تكون هذه الجماعة هي التي قامت باختطاف مقاول بمنطقة عين الحمام لتطلق سراحه عشية عيد الأضحى مقابل 500 مليون سنتيم فدية. يحدث هذا في الوقت الذي اتجهت قوات الجيش الوطني الشعبي نحو مناطق قورصو الثنية وشعبة العامر مع سوق الحد وتيجلابين، بني عمران، وعمال ببومرداس التي تشهد عمليات تمشيط مماثلة لمحاصرة أتباع كتيبة الفتح باستعمال مروحيات حربية من نوع الهيليكوبتر، وهذا بعد أن تم نهاية الأسبوع من تفكيك قنبلة تقليدية الصنع كانت موضوعة على حافة الطريق الرابط بين بني عمران وسوق الحد لاستهداف عناصر الجيش الوطني وكذا بعد التصريحات التي أدلى بها إرهابي تائب ببومرداس سلم نفسه يوم عيد الأضحى، مفادها وجود مخطط إرهابي جديد لاستهداف العديد من المنشآت العمومية والأمنية، ما استوجب تعزيز وتكثيف الحواجز الأمنية وكذا تعزيز نقاط المراقبة وعمليات تفتيش دورية مفاجئة. موازاة مع هذا، شرعت مصالح أمن تيزي وزو في عملية بحث واسعة عن 10 أشخاص كانوا قد التحقوا بجماعات الدعم والإسناد بالجهة الشرقية على محور عزازقة، ياكوران وفريحة.