حج مبرور وذنب مغفور لمنتظر الزيدي، الصحفي العراقي الذي قذف بوش، أول أمس، بزوج حذائه خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده مع المالكي ببغداد خلال زيارة الوداع التي قام بها إلى العراق .. فوحده هذا البطل أدى فريضة الحج دون الثلاثة ملايين مسلم الذين زاروا البقاع المقدسة .. ووحده عرف كيف ترجم الشياطين .. لاشك أن هذا الحذاء سيدخل التاريخ وسيحفظ في متحف إلى جانب ما تبقى من الآثار الآشورية التي دمرتها قنابل بوش، مثلما دخلت التاريخ مروحة الداي حسين.. زوج من الأحذية حقق ما عجزت الأسلحة العربية مجتمعة عن تحقيقه.. ومن المفروض أن بورصة النفط والمال العربيتين ستنتعش بعد هذا المشهد البطولي المنقطع النظير. زوج من الحذاء رفع الهمة العربية إلى مكانة لم توصلها إليها العمائم والدشادش والعقالات .. ولا جلابيب بناتهم ونسائهم التي قالوا أنها هي التي تحفظ الشرف العربي.. فعرّوا يا عرب رؤوسكم واخلعوا جلابيب نسائكم وارتدوا فقط الأحذية، فوحده الحذاء القذيفة بإمكانه صون الشرف .. ووحده الحذاء يرفع الهامات .. ووحده الحذاء يقودكم إلى الحرية ويعطيكم، ولو للحظة، إحساسا بنشوة الانتصار .. اشتروا بدولارات النفط فقط أحذية بدلا من الأسلحة التي لا تستعملونها إلا ضد شعوبكم.. قال بوش إن الشعب العراقي سيستقبله بالورود والشموع عندما يدخل العراق لتحريره من صدام، فإذا به يودعه بوابل من الأحذية التي لاشك أنها تحمل شيئا من أشلاء العراقيين التي مزقتها قنابل بوش وشيئا من شظايا القذائف التي دمرت البناء العراقي، فصاحبه صحفي يعرف مدى الألم والدمار الذي حل ببلاده فمهنته جعلته يعيش عن قرب كل الأهوال.. فك الله أسرك يا بطل.