خلفت الأمطار المتساقطة بولاية الشلف والمصحوبة بحبات البرد، نهار أمس، سقوط العديد من المباني الهشة وتضرر الكثير من أسقف المنازل والجسور بعد تسرب مياه الأمطار المتساقطة على الولاية بصورة مفاجئة لم تشهدها المنطقة منذ سنوات في مثل هذه الفترة من السنة، حيث أدت إلى وفاة شخصين أحدهما كهل يبلغ من العمر 75 سنة والآخر طفل لا يتجاوز عمره 11 عاما بعد سقوط جدار بسبب انزلاق التربة في حي الشرفة بأعالي المدينة، فيما بقي 3 أشخاص تحت تأثير الصدمة نتيجة للأمطار والفيضانات المفاجئة التي اجتاحت الولاية. أحصت الحماية المدنية خلال تدخلاتها، التي بلغت 35 تدخلا لمختلف وحداتها ال 14 بالولاية، انهيار مبان هشة بمعظم بلديات الولاية وسقوط بعض المنشآت الفنية كالجسور الصغيرة الرابطة مابين البلديات النائية إضافة إلى تسرب المياه إلى بعض البيوت ببلدية الشلف. كما تضررت الكثير من المساكن الواقعة بالقرب من وادي الشلف ووادي تسيغاوت الذي يقطع المدنية؛ حيث تم إحصاء عائلتين والتي تأثر منزليهما بالكامل بعد فيضان الوادين، فيما عزلت معظم البقع والمداشر وحتى البلديات الريفية النائية بسبب انقطاع الطرق والمسالك، حيث لم تقو على تحمل السيول الجارفة التي لم تجد مصرفا لها غير الطرق والمسالك الولائية والبلدية نتيجة لانسداد البالوعات، بالإضافة إلى عدم وجود قنوات تصريف متسعة. وشهد الطريق الوطني رقم 04 عند المدخل الشرقي للولاية بجانب سوق الجملة للخضر والفواكه، حالة من تسرب المياه، الأمر الذي أعاق حركة المرور، إلى جانب مسجد أبي ذر الغفاري ببلدية وادي الفضة، حيث تسربت اليه المياه، بالإضافة إلى أحياء الشركة وسوق الفلاح بلحمري ورقم 3 بنفس البلدية والتي تأثرت بها كثير من ممتلكات المواطنين نتيجة للمياه المتسربة. وشهدت معظم بلديات الولاية نفس الوضعية من انقطاع للطرقات وشلل تام في حركة المرور لساعات قبل أن تتدخل مصالح الحماية المدنية والأشغال العمومية لتسهيل عمليات الإنقاذ وإصلاح الطرقات المتضررة، كما هو الشأن بدائرة بوقادير التي تضررت بها كثيرا بقعة اولاد عبد الله على الحدود المتاخمة لدائرة وادي رهيو بغليزان، حيث تسربت الأمطار الى الكثير من المنازل واضطرت العائلات إلى المبيت في العراء خوفا من تضاعف مخاطر الفيضانات. للعلم، عرفت المنطقة خلال هذا الفصل تساقط كميات معتبرة من الأمطار لم تشهدها منذ ثلاثة عقود في مثل هذا الوقت من السنة. للإشارة، فقد بلغت كمية الأمطار المتساقطة بالولاية مستويات قياسية لم تسجل في السابق، الأمر الذي نتج عنه امتلاء معظم سدود الولاية بنسب كبيرة، حيث بلغ منسوب سد سيدي يعقوب الرئيسي والذي يمون الولاية تقريبا بالكامل إلى أكثر من 30 مليون متر مكعب، فيما بلغ منسوب سد وادي الفضة المخصص للقطاع الفلاحي قرابة 60 مليون متر مكعب.