تسببت الأمطار الغزيرة المتساقطة مساء أول أمس على ولاية باتنة وبلدياتها في خسائر معتبرة طالت الهياكل القاعدية والمحيطات الفلاحية، أين سجل إتلاف عدد معتبر من الأشجار المثمرة بفعل الرياح القوية وحبات البرد، فبعدة مشات بمروانة تسربت المياه إلى عدد كبير من المنازل من خلال الأسقف، وأدت إلى تصدع الجدران مياه الأمطار تغمر المنازل وتجرف المواشي وتكشفت عيوب الأشغال وقد وجد السكان صعوبة كبيرة في إخراج الطمي الذي ترسب في بيوتهم، كما ساهم تدخل المواطنين المتطوعين ورجال الحماية المدنية في إنقاذ عائلات من المبيت خارج منازلها بعد أن تعدى منسوب المياه المترين. كما سجلت خسائر معتبرة في المنتجات الفلاحية ببلدية زانة البيضاء، أين سجل إتلاف أكثر من 220 شجرة تفاح في المزارع والمحيطات الفلاحية بالبلدية، إضافة إلى تهديم خمسة مآرب تستعمل في التخزين، ما أدى إلى خسائر فادحة في منتجات الفلفل والطماطم والشعير والقمح. وفي نفس السياق أدت هذه الاضطرابات الجوية إلى نفوق عدد كبير من الحيوانات بالمناطق الرعوية بالولاية، وكذلك عدة رؤوس من الأغنام والماعز والدواجن. أما بعاصمة الولاية فلم تمر أكثر من عشر دقائق على تساقط الأمطار حتى تحولت أحياء بأكملها إلى برك كبيرة للماء والوحل، بفعل انسداد البالوعات التي تفتقر في معظمها إلى الشروط التقنية في الانجاز، ما استدعى تدخل عناصر الحماية المدنية والمصالح البلدية لتدارك الوضع بكل من حيي الاخضرار وتامشيط وحي لمباركية، كما أن العديد من الشوارع الرئيسية بالولاية التي عبدت حديثا يطرح بشأنها عدة تساؤلات عن دور الرقابة على أصحاب الأشغال من المقاولين والشركات بشأن المعايير التقنية في الانجاز، بعد تحولها أول أمس إلى أودية كبيرة وسيول جرفت معها الأتربة والحجارة إلى وسط المدينة. أما بقسنطينة، فقد تسببت الرياح القوية والأمطار المتساقطة بكميات جد معتبرة في تضرر العديد من السكنات الهشة، خاصة بالمدينة القديمة “السويقة” إلى جانب تضرر بساتين الطماطم، وأشجار المشمش بمنطقة حامة بوزيان. من جهتها، عرفت منطقة برج اخريص الواقعة على بعد حوالي 70 كلم جنوب البويرة تهاطل أمطار طوفانية لم يسبق وأن شهدتها المنطقة منذ أكثر من نصف قرن، تسببت حسب حصيلة أولية في تضرر عدة عائلات وانهيار الجسر الرابط بين برج اخريص وسور الغزلان، خاصة وأنه يعتبر من أقدم الجسور بالمنطقة، ما تسبب في عزلها. واستنادا إلى مصادر موثوقة، فإن منطقة برج اخريص عرفت ما بين الساعة 14.30 و 17.00 من مساء أول أمس تهاطل أمطار طوفانية لم يسبق وأن شهدتها المنطقة، حيث غمرت المياه وجرفت خمس سيارات سياحية، ثلاث منها سيارات أجرة، تم لحسن الحظ إنقاذ شخصين كانا داخل إحدى السيارات . كما تسربت المياه إلى البيوت بعد أن خربت القناة الرئيسية للمياه الشروب التي تزود جزءا من البلدية بالمياه، انطلاقا من سد تلسديت الواقع بدائرة بشلول. ومنذ اللحظات الأولى للكارثة تم إنشاء خلية أزمة يترأسها رئيس الدائرة، تضم عددا من المنتخبين ومديري عدة قطاعات، خاصة الأشغال العمومية، الصحة، البريد والمواصلات، التربية والنقل للتدخل والتكفل بالعائلات التي تضررت جراء هذه الكارثة الطبيعية، خاصة الجسر الذي يربط بلدية برج اخريص بسور الغزلان باعتباره الطريق الوحيد الذي يربط هذه المنطقة ببقية المناطق، حيث أصبحت المنطقة معزولة عن بقية الجهات، إذ تبذل الجهود لإصلاح جزء من الجسر الذي يبلغ طوله حوالي 10 أمتار، وذلك لفك العزلة المؤقتة التي يعيشها السكان، حيث حتمت الأمطار المتسربة إلى بعض المنازل قاطنيها على مغادرتها خشية انهيارها، مثلما هو الشأن لسكان قرية المدرسة. من جهت أخرى تسببت، أول أمس، الأمطار الطوفانية التي تساقطت على ولاية بسكرة في خسائر معتبرة خاصة بمنطقة زريبة الوادي؛ حيث أدت إلى وفاة سيدة في العقد السادس من العمر إثر سقوط منزلها الكائن بقرية بغيلة بلدية مزيرعة وإصابة أربعة أشخاص بجروح متفاوتة الخطورة. كما أدت أيضا إلى سقوط 16 عمودا كهربائيا ذات الضغط العالي بين قرية بغيلة وبلدية الفيض، وخلفت سقوط مخزن حبوب تابع لمطحنة باب الصحراء لأحد الخواص.