قال عبد الرحمان شعباني، شقيق العقيد محمد شعباني، في حديثه ل"الفجر"، إن محاكمة الذين تورّطوا في إعدام العقيد شعباني تأخرت، لكن لم يفت أوانها بعد، نافيا أن تكون عائلة العقيد على اتصال بأصحاب حملة جمع التوقيعات قصد مقاضاة الرئيس الأسبق أحمد بن بلة.. قال عبد الرحمان شعباني إن المتسبب في اغتيال العقيد شعباني بعد سنتين من الاستقلال ليس بن بلّة وحده وإنما أناس آخرون قضوا نَحبَهم على غرار الرئيس الراحل هواري بومدين، معتبرا شهادة الشاذلي بن جديد الأخيرة، "شهادة صادقة من رجل استيقظ فيه ضميره ليؤنبه على مشاركته في جرم كان في قرارة نفسه رافضا له"، مشيرا إلى أن الشاذلي، قد منح للرأي العام وللقضاء الجزائري -من حيث لا يدري - دليلا قاطعا بتورّط بن بلّة وبومدين، في تصفية العقيد شعباني، في الوقت الذي التزم فيه أعضاء المكتب السياسي العشرة بالصمت، إزاء المساس بهيئتهم.. وأكد عبد الرحمان شعباني - متحدثا عن عائلة العقيد - أنه لم يتّصل أحد بالعائلة من أجل إشراكها في حملة التوقيعات تلك، من دون أن يفصح عن قبول أو رفض إشراك العائلة في هذه الحملة.. وكانت مجموعة من المجاهدين وأبناء المجاهدين وأبناء الشهداء، قد أطلقوا في الأيّام القليلة الماضية، حملة لجمع التوقيعات قصد مقاضاة الرئيس الأسبق أحمد بن بلة، المتهم بإصدار أمر إعدام العقيد محمد شعباني، خصوصا بعد توفر الدليل المادي المتمثل في شهادة رئيس الجمهورية الأسبق الشاذلي بن جديد. وكان الشاذلي بن جديد قد أدلى مطلع الشهر الجاري، بشهادته التاريخية حول بعض الأحداث التي شهدتها بعض المناطق القيادية إبان الثورة التحريرية، خصوصا ما تعلّق بقضيّة العقيد شعباني وظروف إعدامه، بعد تشكيل محكمة ثورية خاصة، كان هو ذاته عضوا فيها بمعيّة، سعيد عبيد وعبد الرحمان بن سالم.. كاشفا أن الرئيس السابق أحمد بن بلة هو الذي أعطى الأمر بتنفيذ قرار المحكمة القاضي بإعدام شعباني، بتهمة محاولة التمرد وزرع الفتنة في صفوف الجيش. وهي المحاكمة التي اعتبرها شقيقه عبد الرحمان شعباني في حديثه ل"الفجر"، محاكمة وحشية لطّخت دماؤها الكثير من الأيادي من أجل مصالح قيادية بحتة..