وقال الكاتب في مقدمة مؤلَّفه إن الهدف من بحثه هو المساهمة في حفظ التراث الثقافي الوطني من الضياع ، اضافة الى توفير المادة للباحثين والمهتمين بالشعر الشعبي، على الرغم من العراقيل التي اعترضت طريقه في إعداده، خاصة ما تعلق بحصوله على المعلومات حول الشعراء المتوفين الذين عاشوا في العهد العثماني وفي فترة الاحتلال الفرنسي. هذا إلى جانب انعدام المراجع المهتمة بتراجم هؤلاء الشعراء الذين كان جلهم ينتمون الى الفئات الشعبية ، وهو ما دفعه يضيف محمد مفلاح إلى الاستعانة بالشعراء الذين مازالوا على قيد الحياة وأقاربهم أو أصدقائهم . وأشار الباحث أن أكبر مشكل واجهه يتمثل في ضياع بعض النصوص الشعرية، وهو ما دفعه إلى الاستعانة ببعض من عاصروا هؤلاء الشعراء فسجل عنهم بعض القصائد المحفوظة في صدورهم، إضافة إلى جمعه لبعض القصائد التي وردت في الأغاني البدوية، أما الأحياء منهم فقد تسلم عنهم قصائدهم .أما الشعراء الذين أهمل التعريف بهم فيود ذلك إلى عدم إمكانية جمع المعلومات حولهم لاستحالة العثور على نصوصهم الشعرية . ويحتوي هذا الكتاب على مقدمة و تراجم لشعراء من منطقة غليزان منذ العهد العثماني وإلى غاية نهاية القرن الحالي مع ترتيبهم حسب العهود الزمنية ووفق تواريخ ميلادهم ،بإعطاء نبذة تاريخية عن كل شاعر إلى جانب تقديم بعض النصوص الشعرية، بداية بشعراء العهد العثماني في الفترة الممتدة بين 1515 الى 1830 تطرق فيها إلى خمسة شعراء منهم سعيد المنداسي وعلي كورة ، لينتقل في المرحلة الثانية إلى شعراء فترة بداية المقاومة الى غاية استرجاع السيادة الوطنية، بالتطرق إلى تراجم أربع شعراء منهم الطاهر بن حواء والشيخ منور. أما المرحلة الثالثة فقد كانت مخصصة للشعراء المخضرمين في الفترة بين 1830 إلى ما بعد الاستقلال نذكر منهم طيبي محمد ويطو ميلود، وأخيرا شعراء عهد الاستقلال الى غاية نهاية القرن العشرين منهم الحاج بن جوزه ، محمد بن يمينة وزغيش عدة . وفي تقديمه للكتاب أشار الدكتور عبد الحميد هيمة أن الشعر الشعبي يعد مؤسسة ثقافية في حد ذاتها وهو أقدر على الإيصال والتبليغ حتى من الأدب الرسمي في بعض الأحيان، والسبب في ذلك الى يعود حسبه إلى أصالته وجذوره الضاربة في أعماق التاريخ. إلا أنه يضيف الدكتور يعاني من التهميش والإهمال من قبل النقاد والدارسين، خاصة وأن الكثير من هذه النصوص الشعرية لم يتم جمعه بعد ولا يزال محفوظا في صدور الشعراء والرواة، وهو ما يمكن أن يعرضه للضياع.