وأضافت أنيسة بومدين على هامش الوقفة التذكريّة التي نظّمتها جمعية مشعل الشهيد بمقر يومية المجاهد، أن الرئيس الراحل لم يفكر في تنفيذ حكم الإعدام حتى على من حاولوا اغتياله عام 1968، فكيف له أن يشارك في إعدام العقيد شعباني، داعية إلى العودة للحوار الذي أجراه بومدين مع "لطفي الخولي" وشهادته حول خلفية إعدام العقيد. كما أبدت زوجة الراحل استغرابها من عودة بن بلة إلى الظهور في الحياة السياسية الجزائرية من جديد، وأشارت - استنادا الى الحوار السابق الذكر- أن سبب استبعاده عن الحكم وخلافه مع بومدين يرجع إلى الاتفاق الذي أراد أن يبرمه مع الرئيس التونسي السابق بورفيبة لمنحه قطعة من الأراضي الجزائرية في لقائهما بالقاهرة عام 1964 بحضور جمال عبد الناصر، مضيفة أن بن بلّة كان يسعى دائما الى التفريق بين الجزائريين ويعمل على زرع الشقاق بينهم. كما أشارت أنه بعد تولي هواري بومدين الحكم عام 1965 وفتحه للسجون وجد أزيد من 1200 سجين وهو ما يعكس السياسة المتبعة في عهد الرئيس الأسبق أحمد بن بلة. وفي السياق نفسه، أوضحت أنيسة بومدين أن الرئيس الراحل أبدى موقفه الرافض لحكم الإعدام في أكثر من مناسبة لقناعته بعدم جدوى هذا القرار، وهو ما يتضح -تضيف المتحدثة - إلى انتقاده لحكم الإعدام الذي أصدره جمال عبد الناصر في حق "سيد قطب" وقرار الملك الحسن الثاني إعدام "أولفقير". في سياق آخر، استغربت أنيسة بومدين من تصريحات بعض الشخصيات التاريخية، مثل الرئيس السابق الشاذلي بن جديد الذي قال إن بومدين اختاره لتولي الرئاسة بعده، وهو الأمر الذي أصرت على نفيه موضحة أن الشخصين الوحيدين اللذين تمكنا من اللقاء بالرئيس الراحل وهو في المستشفى بموسكو والحديث إليه كانا عبد العزيز بوتفليقة الذي كان وقتها رئيسا للخارجية، وأحمد طالب الإبراهيمي الذي كان وزيرا للداخلية . من جهة أخرى قالت المتحدثة - بتأثّر كبير - إنه علينا الافتخار بتاريخ الجزائر التي كان لها دور كبير في العالم وكان لها الفضل في الثراء الذي تتمتع به الكثير من دول الخليج، مثل قراره تأميم المحروقات الذي أصبح من حق كل الشعوب فيما بعد .