رحبت إسرائيل بالمبادرة المصرية لوقف إطلاق النار في غزة. وهآرتس تقول إن مبارك أكد للوفد الأوروبي الذي زار مصر مؤخرا ضرورة هزيمة حماس وعدم السماح لها بكسب المعركة التي تخوضها في غزة ضد إسرائيل. تبادل أدوار مفضوح بين القاهرة وتل أبيب؛ فليفني أخذت تأشيرة الحرب من القاهرة.. القاهرة التي رفضت القيام بأية مبادرة قبل الآن، لتمنح إسرائيل الوقت الكافي للقضاء على المقاومة في غزة، ثم تخرج حمامة السلام من قبعتها السحرية، لوقف القتال. لم يسبق لمصر أن أعلنتها خيانة مفضوحة مثل هذه المرة.• ولم يخجل مبارك بتواطئه المفضوح. كنت أظن أن خطأ مصر الوحيد أن حدودها تتاخم حدود غزة. ولذلك كانت هدفا لانتقادات الغاضبين، لأن مواقف الأنظمة العربية الأخرى لا تقل تخاذلا من مصر، لكن الحقيقة هي الساطعة أمام الأعين، والشارع الغاضب في عواصم العالم لم يكن غبيا، ويعرف بدقة مغزى التواطؤ المصري مع إسرائيل وأمريكا. فأطماع القاهرة في غزة غير جديدة، فلا بأس أن تتسلمها من غير حماس ولا مقاومة، فهي بهذا تضمن قطاعا بخيراته بدون مشاكل. وكسر حماس يعني القضاء على كل مقاومة مستقبلا في المنطقة. وليمت الأطفال، وليباد الأبرياء، فخطة الشرق الأوسط الجديد التي تريدها القاهرة وتل أبيب أهم• مبارك مثل إسرائيل يريد شرقا أوسط جديدا؛ قطيعا من الأغنام يحكمه آل مبارك كيفما شاءوا، تسندهم في ذلك دولة عبرية فاقدة لكل شرعية غير شرعية السلاح. هذا ما آلت إليه القضية الفلسطينية بعد عرفات، وبعد ناصر• وهذا ما آل إليه حال العرب بعد قرن من المقاومة؛ الانقلاب والتآمر على كل من يقاوم إسرائيل ولا يقبلها صديقا.