لن يكون المدرب الوطني كمال عقاب مسؤولا عن تعثر الفريق الوطني لكرة اليد خلال مونديال كرواتيا، لأنه، ببساطة، لم يجد ما كان موعودا به عند توليه مقاليد العارضة الفنية الوطنية. المدرب الوطني الذي حقق إنجازات عديدة مع النجم الساحلي التونسي، بدليل أنه سيعود إليه الشهر الداخل، ردد في العديد من المرات أن النخبة الوطنية التي احتلت المركز الثالث خلال البطولة الإفريقية - ما سمح للفريق بالتأهل إلى المونديال - أن البرنامج الإعدادي للنخبة الوطنية غابت فيه اللقاءات الودية التي تسمح بالوقوف على المستوى الحقيقي للاعبين. واشتكى المدرب عقاب من هذ العامل الذي أثر فعلا على الاستعدادات للمونديال، وصرح ل"الفجر"، حينها، بأن صعوبة برمجة تربص واحد خارج الوطن يجعله في ورطة حقيقية، لأن - حسبه - المونديال لا يحضر في دورة أو دورتين فقط. وكان عقاب يراهن كثيرا على التربصات المشتركة، لكن تم إلغاء دورة ومحطة إعدادية مع المنتخب السعودي، المتأهل هو الآخر إلى المونديال، بسبب التغييرات التي طرأت على مستوى الطاقم الفني لهذا الفريق. وبعدها كان مفروضا أن يتربص الفريق في تونس، لكن لم يتسن له ذلك لأسباب عدة، واكتفى الفريق بمحطة تحضيرية بالجزائر، ليتنقل بعدها إلى فرنسا في 6 جانفي الجاري، يومين قبل الموعد المحدد لانطلاق دورة بيرسي التي قال بشأنها عقاب "دورة واحدة غير كافية، وجاءت متأخرة، ونحن نستغلها في إدخال اللاعبين الذين تنقصهم الخبرة في جو المنافسة ذات المستوى العالي، باعتبار أغلب اللاعبين يفتقدون للتجربة. والمناسبة هي فرصة لاكتشاف الفرق الأخرى". وهناك مشكل آخر واجهه كمال عقاب، هو صعوبة ضم المحترفين إلى جانب المحليين، وبهذا الخصوص أوضح "لاعبونا مرتبطون بعقود مع أنديتهم ومن الصعب جدا أن نطلب منهم الالتحاق بالتربصات القليلة التي أقمناها، لكن بالنظر لتجربتهم مع نواديهم المحترفة يمكن تجاوز الأمر؛ فهم يمكلون ريتم لعب جيد، إذ أنهم الأحسن من هذا الجانب واندماجهم يكون سهلا". المدرب الوطني الذي كان لاعبا دوليا هو الآخر، وصنع أمجادا مع المنتخب الذهبي، يعرف جيدا أن المونديال لا يعترف بالمستوى الأدنى، لكن كما صرح فإن المهم أن هذا الفريق الشاب يعرف معنى المستوى العالي وأن القادمين الجدد إلى الاتحادية يفكرون في التكفل به بجدية.