تواصلت إخفاقات المنتخب الوطني لكرة اليد في مونديال أوكرانيا بعد الخسارة الثالثة الاثنين ضد بطل العالم، المنتخب الألماني؛ خسارة كانت منتظرة بطبيعة الحال من طرف الجميع، بالنظر إلى الفارق الكبير في مستوى الفريقين. * غير أن الأمور مرت هذه المرة "بسلام"، بعد أن وصل فارق الأهداف في نهاية اللقاء إلى 12 هدفا فقط، في الوقت الذي كان يتوقع فيه المتتبعون مهزلة جديدة لأشبال المدرب عقاب بعد مهزلتيهم السابقتين ضد بولونيا ومقدونيا.. ورغم أن "الخضر" سجلوا بالمناسبة تحسنا ملحوظا في أدائهم، إلا أن ذلك لم يغير كثيرا من الصورة التي تركها الفريق في مبارياته الأولى بهذا المونديال، في انتظار ما تبقى له في مشوار هذه التظاهرة العالمية، ولو أن الكل مقتنع بأن التشكيلة الوطنية لن تحصد إلا ما زرعته، أي خيبة بعد خيبة؛ أمر تكهن به العارفون حتى قبل انطلاق المنافسة. * * "الكبار يلعبون 60 مباراة في العام ونحن اثنتين" * * والغريب في الأمر أن تفسيرات رئيس الإتحادية الجزائرية لكرة اليد، علاوة دقسي، المتواجد حاليا رفقة المنتخب بأوكرانيا، هي نفسها التي يرددها اللاعبون والمدرب لتبرير إخفاقات "الخضر" المتتالية، حيث صرح في هذا الشأن قائلا: "أظن أن هذه البطولة العالمية قد أظهرت بما لا يدع مجالا للشك بأن فارق المستوى كبير جدا بين المنتخب الوطني وبقية المنافسين، ومن بينهم الفرق الأوروبية على وجه الخصوص، والتي تجري غالبا معدل 60 مباراة من المستوى العالي في العام الواحد، في الوقت الذي لم نتمكن فيه نحن في الجزائر من تنظيم إلا مبارتين مع فريقين من المستوى العالمي طيلة المدة التي سبقت انطلاق المونديال، وعليه فإن النتائج المحصل عليها في هذا المونديال منطقية جدا". * وإذا كانت أصابع الاتهام موجهة من طرف اللاعبين والطاقم الفني إلى مسؤولي الاتحادية بطبيعة الحال، باعتبار أنهم هم من فشلوا في توفير شروط التحضير الضرورية للمنتخب، إلا أن دقسي لم يقدم مبررات عجزه ومن معه في المكتب الفدرالي في إخفاقهم في توفير المباريات الودية ذات المستوى العالي لفريقهم، لتبقى بذلك الوعود التي قطعوها على أنفسهم عند تقلدهم مسؤولية الكرة الصغيرة الجزائرية، حبرا على ورق، وهو ما يكون قد فهمه المدرب الوطني كمال عقاب نفسه عندما قرر إنهاء مهامه على رأس المنتخب مباشرة مع نهاية المغامرة الجزائرية في أوكرانيا، حيث كان قد تعمد الإعلان عن عودته لتدريب النجم الساحلي حتى قبل انطلاق الموعد العالمي الكبير بأسابيع عديدة، ما يدل على ندمه قضاء عامين على رأس المنتخب، وهو الذي كان يعتقد بأن إرادة المسؤولين كبيرة لإعادة الكرة الصغيرة في الجزائر إلى السكة الصحيحة. * ولأن المبارتين المتبقيتين اليوم وغدا ضد روسيا وتونس لن تغيرا شيئا في واقع حال النخبة الوطنية، فإن الرجل الأول في الاتحادية يدعو من الآن للتفكير في النهائيات الإفريقية القادمة، أي لعام 2010، والتي يأمل من خلالها دقسي تأهل "الخضر" إلى مونديال 2011.