لا سوء الأجواء الجوية ولا غزارة الأمطار التي تهاطلت استطاعا أن يمنعا الآلاف من السكيكديين الذين انتفضوا غضبا وسخطا على المجازر الوحشية التي تركبها آلة الحرب الصهيونية المدمرة في قطاع غزة، ضد الأطفال والأبرياء؛ فقد توافدت الجماهير من مختلف ربوع الولاية ومن مختلف الأعمار، ليهبوا في مسيرة غضب قادتها تنظيمات طلابية وحركات جمعوية ومنتخبون محليون من الملعب البلدي 20 أوت 1955 إلى غاية ساحة أول نوفمبر 1956 ، حيث حمل المتظاهرون شعارات تشجب بكل قوة العدوان على غزة، وأطلقوا هتافات تدعو إلى الجهاد ونصرة أهل غزة. كما انتقدوا بشدة المواقف الدولية الرسمية الصامتة، وخاصة منهاالموقف المصري. ولم يشف غليل المتظاهرين الذين كانوا يصرخون غضبا وألما حيال ما يحدث في غزة، حتى قاموا بحرق العلم الإسرائيلي والدوس عليه، معتبرينه رمزا من رموز العنصرية في العالم، ودعوا إلى مقاطعة السلع الإسرائيلية، وسحب أموال الجزائر من بنوك الدول الداعمة للكيان الصهيوني.