سمعت أول أمس على إحدى الفضائيات العربية، نداء إلى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.. يدعوه فيه أحد الحقوقيين من عاصمة أوربية ليتقدم بشكوى إلى محكمة الجزاء الدولية ضد إسرائيل بتهمة اقترافها جرائم حرب في حق الشعب الفلسطيني في حربها ضد قطاع غزة، وقال صاحب النداء، الذي شكّل هو ومحامين أوربيين هيئة للدفاع على ضحايا غزة، أنه لم يفهم لماذا يتخاذل محمود عباس ولم يعجل برفع هذه الشكوى، لأنه هو الوحيد المخول له رفع هذه الشكوى، ليبيح لهيئات المجتمع المدني الدولية الضغط على المنظمات الأممية لإدانة إسرائيل أوافتكاك حكم من المحكمة المذكورة يعاقب المسؤولين الإسرائيليين عما يقترفونه يوميا في حق سكان عزة من المجازر، ومن المحرقة الحقيقية بالفسفور الأبيض التي ألهبت أجساد أطفال غزة، وشكلوا فئران مخابر تجرب عليهم أسلحة رهيبة أمريكية وإسرائيلية جديدة. لكن من سيسمع نداء هذا الرجل، فصراخ أطفال غزة يصم الآذان، وليس في يد عباس حيلة غير التضرع لله، وليس عباس وحده في ورطة. فالرجل انتهت ولايته وهو الآن في وضع غير شرعي، وحماس منبوذة من السلطة الفلسطينية ومن كل العرب الذين يرون فيها امتدادا لأحزابهم الإسلامية، ولذلك يتمنون في سرهم وعلانيتهم بأن تسحقها إسرائيل مثلما تمنى ذلك مبارك، وفلسطين أصبحت بصيغة الجمع مثلما أرادت لها إسرائيل ذلك. إسرائيل خططت بدقة لتوقيت حربها هذه على فلسطين ولا أقول غزة وحدها، حكومة مقالة وسلطة منقوصة الشرعية، وبالتالي فيتامى فلسطين وضحاياها لا أهل لهم، ولا من سينادي بأخذ ثأرهم أو يُسمع أنينهم لدى الهيئات الدولية، وحتى يتدارك هذا يكون قد فات الأوان وحققت إسرائيل نصرها ليس على حماس وحدها بل على كل القضية، وحصدت ما حصدت من أبرياء، فهم ليسوا أبرياء في منطقها ما داموا فلسطينيين.