سامي ابوزهري القيادي في حماس كشف عبد العظيم المغربي، نائب رئيس اتحاد المحامين العرب، الاثنين أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس رفض التعاون معهم في قضية رفع شكوى لمحكمة الجنايات الدولية، بهدف مقاضاة القادة الصهاينة بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة. * وأوضح المغربي أنهم توجهوا لمحمود عباس لأنه المخوّل حسب لوائح محكمة الجنايات الدولية برفع القضية، لأن المحكمة لا تنظر في القضايا إلا إذا كانت مقدمة من "رؤساء الدول"، وهذا يعني أن محكمة الجنايات الدولية لن تنظر في جرائم الاحتلال في غزة دون موافقة محمود عباس على ذلك، غير أن الرئيس الفلسطيني رفض الحديث معهم والرد على طلبهم. * وأبدى نائب رئيس اتحاد المحامين العرب استغرابه من موقف أبو مازن في هذه الظروف من هذه القضية، حيث أن اتحاد المحامين العرب يسعى بالتعاون مع منظمات محلية ودولية لحقوق الإنسان لرفع قضية ضد الحكومة الإسرائيلية بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة، وذلك بالاستعانة بعدد كبير من الحقوقيين في العالم. * وبحسب مراقبين، فإن ما ورد عن محمود عباس يُثير علامات استفهام كبيرة حول الموقف الحقيقي للسلطة الفلسطينية فيما يجري في غزة، لا سيما وأن جرائم الكيان الصهيوني واضحة ولا يمكن إخفاءها. * وفي تعليق على موقف محمود عباس، قال سامي أبو زهري، الناطق باسم حماس، إن ما قام به أبو مازن "دليل على أن رئيس السلطة الفلسطينية متورط في الجرائم التي يتعرض لها الفلسطينيون في غزة، وهو يؤكد ما كنا نقوله سابقا حول هذه القضية". * وفي السياق ذاته، استغربت حركة المقاومة الإسلامية موقف عباس هذا، حيث ورد في بيان إعلامي نشرته الحركة وتلقت "الشروق اليومي" نسخة منه أنها تتابع ببالغ الاهتمام "الجهود التي تقوم بها المنظمات والجمعيات والاتحادات الحقوقية العربية والدولية من أجل رفع دعاوى إلى محكمة الجنايات الدولية لمحاكمة قادة الاحتلال فيما يقترفونه من جرائم حرب بحق المدنيين في قطاع غزة"، كما أكدت الحركة أنها "تُثمِّن هذه الجهود والمساعي الحثيثة"، لكنها بالمقابل قالت إنها "تستغرب وتستهجن ردَّة فعل محمود عبَّاس الذي يعدُّ المخوَّل الأوَّل برفع القضية حسب لوائح محكمة الجنايات الدولية التي لن تنظر في القضية دون موافقته؛ حيث رفض التعاطي مع نداءات هذه المنظمات الحقوقية". * وأكد البيان أن "موقف عبَّاس السَّلبي يثير علامات استفهام كبيرة حول حقيقة موقف السلطة الفلسطينية من جرائم الحرب التي يشنُّها جيش الاحتلال بحق سكان قطاع غزة"، مشيرا إلى أنه "لمن المؤسف أن يُنكر بعضُ مستشاري عبَّاس أيَّ اتصالات ودعوات تمَّت مع منظمات حقوقية بهذا الخصوص، على الرغم من تأكيدات القائمين على هذا الأمر"، مطالبة السلطة الفلسطينية بتقديم موقف حقيقي وواضح حيال رفع شكوى ضد قادة الاحتلال الإسرائيلي. * وتأتي هذه التطورات موازاة مع اتهام الرئيس الفلسطيني محمود عباس إسرائيل ، أمس الثلاثاء، بأنها "تحاول القضاء على الشعب الفلسطيني" في قطاع غزة. * وقال عباس خلال اجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية برئاسته في رام الله في الضفة الغربية "إن هذا هو اليوم الثامن عشر للعدوان الإسرائيلي على شعبنا والعدوان يزداد كل يوم شراسة وكل يوم يزداد عدد الضحايا ويزداد التدمير وإسرائيل ممعنة في هذا العدوان لتقضي على شعبنا هناك"، كما شدد على أنه "لا شك أن هذا الشعب الصامد سيستمر صامدا ومدافعا عن نفسه وسيستمر مدافعا عن أرضه ولن يستسلم". * وأوضح أبو مازن "أن المسألة الأساسية الآن هي وقف العدوان، ونحن طالبنا بوقفه ويجب إيقافه وان تنسحب إسرائيل من الأراضي الفلسطينية وفك الحصار وأن تفتح المعابر وأن تنتهي معاناة الشعب الفلسطيني".