عرض أول أمس، المسرح الوطني محي الدي بشطارزي مسرحية "غوثية" التي سبق أن عرضت في المهرجان الوطني للمسرح المحترف، وهي من تأليف حسين طويبل وإخراج محمد عباس. تتمحور أحداث المسرحية حول الراقصة "غوثية" التي تسعى مباشرة بعد خروجها من السجن إلى تدبير مكيدة للاشخاص الذين تسببوا لها في ذلك. بداية من والدها الذي عاقبها على كونها ولدت أنثى، وهو الباحث عن وريث ذكر بعد إحدى عشرة زيجة. وتدخل ''غوتية'' التي أدت شخصيتها الممثلة منيرة نوارة في حوار عميق مع خادمها المخنث نسيم الذي اعتبرت أنه الوحيد الذي ظل وفيا لها كامرأة، بغض النظر عن كونها راقصة وغاوية.. وهو الأمر الذي شجعها أن تروي له حياتها بكل تفاصيلها الأليمة. وقد اختارت "غوثيه" في انتقامها التفكير في كتابة مذكراتها التي ما كانت تدرك أنها من شأنها أن تفضح عددا كبيرا من الشخصيات من بينهم زوجها وزرياط اللذين كانا يعملان في فرقتها ليتحولا فيما بعد إلى البرلمان. وهي الخطوة التي دفعتهما إلى التفكير في شراء صمتها بكل السبل.. انتهت إلى عقد مزاد بينهما أفضى إلى قتل كل منهما للآخر. المسرحية ذات الطابع التراجيدي استطاعت أن تضحك الجمهور خاصة في دور الخادم "نسيم " الذي لعب دور الرجل المخنث، حيث تطرقت مسرحية "حسين بوطويل" و"محمد عباس" إلى موضوع الشذوذ الجنسي الذي اتضح جليا في دور الخادم الذي استطاع أن يتقن الدور، حيث برع في الرقص على مختلف الأنغام الموسيقية التي كانت بتوجيه من الكوريغرافية نوارة إديمي، أما السينوغرافيا فكانت ل"مراد بوشهير".