"الغوثية" هو عنوان العمل المسرحي الذي يفتتح به المسرح الوطني الجزائري "محي الدين بشطارزي" موسمه المسرحي لعام 2008 والذي يعدّ أوّل إنتاج في سلسلة خمسة وأربعين عملا ستعكف على تقديمها إلى جانب المسرح الوطني، المسارح الجهوية ومختلف الجمعيات والتعاونيات المسرحية على تقديمها طوال عام 2008 بعد أن أعطت وزارة الثقافة موافقتها على تمويل المشاريع. الغوثية" دراما كوميدية، أراد عباس محمّد إسلام أن يقدّمها للجمهور المسرحي انطلاقا من نصّ لحسين طيلب، أعجب به عند تقديمه في عدد من منتدى "صدى الأقلام" الذي يحتضنه المسرح الوطني دوريا، فكان أن تحقّقت أمنية تقديمه على الركح وأبى مخرج "أطفال الطبيعة" إلاّ أن يشرك طلبة المعهد العالي لفنون العرض ومهن السمعي البصري. يتناول هذا العمل المسرحي الذي يساعد في إخراجه المسرحي جمال قرمي، المعاناة الاجتماعية والنفسية للراقصة المتمرّسة والسياسية المغدور بها "الغوثية" التي تحمل في أعماقها جرحا فضيعا فضاعة الإحساس بالرفض من قبل المحيطين بها حتى قبل أن تولد.."الغوثية" حسب عباس تعيش متاهة الذات التي غذّتها سلوكات إنسانية كنكران الجميل، النميمة، الدسائس والنفاق وتحاول في خضم كلّ هذا اتّخاذ قرار صعب للغاية. ويضيف عبّاس أنّ العمل يحمل نقدا سياسيا واجتماعيا عبر شخصيات كاريكاتورية هي "برغوث" الصحفي، "زرياط" زوج الغوثية الأوّل و"طربوش" الزوج الثاني، مشيرا على أنّ النصّ فيه كوميديا الكلمة والمواقف.."هو نص جميل فيه تعرية للواقع..وكلّما قرأنا النص تتجلى إضافات جديدة"، وتوقّف منشّط الندوة الصحفية صباح أمس بالمسرح الوطني "محي الدين بشطارزي" عند العمل مع المتخرّجين الجدد من المعهد العالي لفنون العرض ومهن السمعي البصري، وقال أنّه استمتع بالعمل معهم إذ يعدّون مستقبل الخشبة الجزائرية. من جهته استعرض كاتب النص حسين طيلب الخطوط العريضة لنصّه، وقال بأنّ شخصية "الغوثية" استهوته كثيرا وأراد بأن يكون مسارها الحياتي"جادا" ولم يرد تضخيمها وجعلها "كاريكاتورية"، وأضاف بأنّه كاتب "مولع بكلّ ما هو محرّم وطابوها" مؤكّدا ضرورة محو الأفكار المسبقة ومحاولة التقرّب من هذه الخطوط إضافة إلى "ضرورة معالجة جميع المواضيع وجعل المسرح فضاء واسعا للتحري والبحث ومنحه ألوانا متعدّدة"، وعن اللغة المستعملة في النص قال طيلب بأنّه استعان باللغة التي تؤدّي المعنى وتوصل رسالة العرض. مساعد المخرج جمال قرمي، أوضح من جانبه أنّ لكلّ شخصية مسرحية مزاجها وتركيبتها النفسية، وقال بشأن نص طيلب بأنّه نص مسرحي بأتمّ معنى الكلمة "كان لدينا في السابق كتّاب مسرحيون يكتبون نصوصا مسرحية تقرأ، ويتكفّل المخرج بإعادة كتابتها مسرحيا، لكن مع "الغوثية" تغيّر الأمر حيث يجد الممثل أمامه كلّ ما يساعده على الأداء المسرحي" . الجانب الكوريغرافي في "الغوثية" التي ستعرض أيام 13، 14 و15 ماي الجاري، تحدّثت عنه السيدة نوارة إدامي، وأشارت إلى أنّه محصور في مشهدين، وهما مشهدين ضروريان لأنّ "الغوثية" في الأصل راقصة، ولم يتم إدراجهما لملء الفراغ.