جمهور المسرح الوطني محيي الدين باشطارزي على موعد سهرة اليوم مع العرض الشرفي الأول لمسرحية "غوتية" نص الكاتب حسين طايلب، إخراج محمد عباس، مساعد مخرج قرمي جمال، سينوغرافيا مراد بوشهير، كوريغرافيا نوارة إيدامي فيها سيحرك أجواءها على الخشبة كل من منيرة نوارة، قرمي جمال، فتحي كافي، تواتي سايح سمير، حمياني محمد• وخلال الندوة الصحفية التي عقدها الطاقم الفني لمسرحية "غوتية" أول أمس أوضح فتح النور بن براهيم - المكلف بالإعلام على مستوى مؤسسة المسرح الوطني أنها أول عمل وإنتاج مسرحي للمسرح الوطني لبرنامج 2008 وأشار أن نص "غوتية" للمؤلف حسين طايلب تم قراءته كمشروع في إطار فضاء "صدى الأقلام" وجسد مؤخرا وأضاف أن المسرح الوطني سينتج خلال السنة 7 أعمال مسرحية من الريبوتوار الوطني والعالمي إلى جانب نصوص مختارة لمبدعين شباب كما أكد فتح النور بن ابراهيم أن وزارة الثقافة ستواصل هذه السنة دعم الإنتاج المسرحي وتصل إلى (45) عمل مسرحي موزع بين المسارح الجهوية، المسرح الوطني والتعاونيات المسرحية بنفس وتيرة ودعم السنة الماضية 2007 التي أثمرت إنتاج 47 عمل مسرحي - وقال أن الجديد سنة 2008 هو وضع شرط للمسارح الجهوية هو تقديم عمل مسرحي مقتبس من الأدب الجزائري لخلق جسر ما بين الأدب والمسرح• من جهته وفي تقديمه لتفاصيل عن عمله الإخراجي الجديد أوضح المخرج عباس محمد أن مسرحية "الغوتية" تنتمي إلى التراجيديا الكوميدية وقد أثار نص "الغوتية" لحسين طايلب إعجابه وتمنى تجسيده على الركح وقد تحقق ذلك بفضل رعاية المسرح الوطني الجزائري ومسؤوليه الذين فتحوا له الأبواب ومكنّوه من الوسائل لتحقيق ذلك وبخصوص شخصية البطلة "غوتية" فقد ولدت في زاوية وطلق والدها أمها لأنه كان ينتظر منها أن ترزق بذكر يسمى "الغوتي" وقد تسبب ميلادها في طلاق والدتها وخروجها من القرية وتيهانها في الطرقات حتى تصل عند "الزايخة" وهي راقصة محترفة تساعدها وابنتها "غوتية" لكن تموت الأم لتبقى الطفلة في كنف الراقصة فتحترف الرقص والسياسة بعدها وقال المخرج محمد عباس أن الشخصيات الأربعة كاريكاتورية مزيفة أما "غوتية" فتمتلك شخصية معقدة، إنفعالية وواقعية وحاول باعتبار النص كثيف وجميل يعتري الواقع أن يلون ما كتب عن طريق إدارة الممثلين لخدمة عناصر العملية المسرحية (السينوغرافيا، الديكور، الموسيقى، الإضاءة) ويرى محمد عباس أنه لا يطلب من الممثل أن يلعب النص بحرفيته بل ما وراء النص بمواقفه• كاتب النص حسين طايلب أشار أنه لاحظ وهو بصدد كتابة مسار "غوتية" الحياتي أنه من الخسارة أن أطبعها بالكاريكاتورية بل يتطلب أن تكون جادة لأنها الباحثة عن ذاتها، التائهة بسبب عقدة الرفض التي تكونت لديها منذ طفولتها واتضح لها خلال مسيرتها أن تصارع جملة من المفاهيم الذكورية في مجتمع مغلق، وبالتالي العمل نقد سياسي واجتماعي وليس خطابا لأن المسرح يجب أن يكون فضاءا لإثارة القضايا والطابوهات وهو مجال خصب لبحث عذري لم يناقش بعد، أمّا مساعد المخرج قرمي جمال أكد أن مسرحية "غوتية" كشفت عن كاتب مسرحي كبير له أدوات الكتابة والبناء الدرامي وهو ما نفتقر إليه على الساحة الإبداعية فالمسرحية مكتوبة ركحيا، وأثارت أدامي نوارة مصممة الكوريغرافيا أن الرقص ليس بمعناه الضيق هو ما تمارسه "غوتية" بعد خروجها من السجن بل هي رقصة روحها المتعبة من جهتها اعترفت الممثلة الشابة "منيرة نوارة" - "دوغوتية" بصعوبة وتعقيد الشخصية لأنها مركبة وشكرت جهود الطاقم الفني في إنجاح العمل• للتذكير تعرض المسرحية إلى غاية 15 ماي الجاري•