غير ان واقع التغطية الصحية و حسب ما أدلى به هؤلاء السكان من حقائق قلب موازين هذا المفهوم, فالعيادة المتعددة الخدمات المتوفرة حاليا على مستوى البلدية لا تتوفر على خدمات صحية تضمن لسكان البلدية الذين يتجاوز تعدادهم التسعة آلاف نسمة تغطية صحية شاملة بسبب النقص الفادح في الفريق الطبي اللازم لتسيير العيادة ناهيك عن افتقار العيادة للأطباء المختصين في شتى المجلات وهو ما يضطر الكثير منهم التوجه نحو البلديات المجاورة على غرار بلدية زيغود يوسف، ديدوش مراد، حامة بوزيان خاصة بالنسبة للنساء الحوامل اللواتي يتكبدن معاناة الانتقال دوما إلى المؤسسة الاستشفائية العمومية بزيغود يوسف إضافة إلى الحالات المرضية الخطرة بصفة ان هذه المؤسسة هي الأقرب إليهم، ناهيك عما يرافق ذلك من تكاليف إضافية تقدر في بعض الأحيان خاصة ليلا بما يصل إلى 2000 دج أجرة السيارة الفرود, وهو الأمر الذي لا تقوى عليه غالبية العائلات القاطنة بالمنطقة التي تقع ضمن مناطق نائية شبه معزولة عن العالم الخارجي كما ان غياب أي وسيلة للنقل العمومي تربط مختلف المشاتي و المد اشر بمركز البلدية عزز الفجوة و أثقل كاهل المواطنين المعتمدين على إمكانياتهم الخاصة, الوضع الذي أرهق الكثير من العائلات الفقيرة المعتمدة في مداخيلها على الزراعة و الرعي. و فضلا عن نقص الخدمات الصحية بهذا المرفق الصحي الذي تبقى فعاليته جد محدودة يتساءل مواطنو البلدية عن دور سيارة الإسعاف التابعة للعيادة التي لم يتم الاستفادة منها في نقل أي من مرضى المناطق النائية إلى أي مركز صحي أو مستشفى وهو ما يدعو إلى التساؤل عن دور رقابة المديرية الوصية عن العتاد الثابت و المنقول الموجه إلى العيادات المتعددة الخدمات و بشأن توفير الفريق الطبي اللازم لتأطير هذه العيادة المتعددة الخدمات فحسب مصدر من مديرية الصحة و السكان فإن محدودية المناصب المالية الممنوحة للقطاع حال دون إمكانية تغطية كافة المناطق الريفية و النائية فضلا عن هذا عدم وجود أطباء أو مستخدمين الشبه طبيين من المنطقة ساهم في تفاقم الوضعية الحالية التي هي عليها معظم العيادات بالمناطق النائية. من جهته أكد الطبيب المسؤول على مستوى العيادة أن مشكل نقص الأطباء و الشبه طبيين ليس بالوحيد و إنما النقص موجود على مختلف الأصعدة إداريا و طبيا و ماديا على الرغم من المجهودات الحثيثة التي تقوم بها مؤسسة الصحة الجوارية بزيغود يوسف لتغطية هذا العجز و تقديم الدعم المادي و البشري كلما استدعت الضرورة غير أن الفجوة تزداد اتساعا في ظل معاناة المواطنين البسطاء.