وأضاف السيد حلي أن هناك أملا في تقريب الصفوف في الجامعة، فالجامعة العربية تكون بمواقف دولها، وعندما تكون هناك إرادة لدعمها ومساندتها والتجاوب مع الطموحات الواسعة لتحديثها وتطويرها، ستكون في المستوى الذي ينتظره المواطن العربي. وأضاف محدثنا أن الجامعة في حاجة ماسة وضرورية إلى الدول العربية، فهي على الأقل المكان الذي يجتمعون فيه، فيختلفون ويتفقون، ولكن على الأقل يكون لنا صوت وممثل عربي ينطق باسمنا، والذين يطالب بحلها من حقهم هذا، وأنا متعاطف معهم؛ فهم يريدون أن تكون الجامعة أحسن وفي مقام أعلى، وهي تلقى نفس الانتقادات التي توجه للمنظمات الأخرى مثل الاتحاد الأوروبي وحتى هيئة الأممالمتحدة، ولا يمكن أن نحمل الجامعة ما لا تحتمله، وخطأها أنها لم تهتم من قبل بالجوانب الاقتصادية، فقد اهتمت منذ إنشائها بتسيير الأزمات عكس الاتحاد الأوروبي الذي بدأ بالجوانب الاقتصادية. وعن سؤال عن مدى تأثير الخلافات الراهنة على قمة الدوحة المقبلة في مارس القادم، رد السيد بن حلي بأن الكل يدرك أن هذا التشرذم لا يخدم القضايا العربية ولا الوطنية ولا الدولية، وفرصة قمة الكويت ستكون أملنا لإزالة الخلافات، خاصة وأنها القمة الأولى التي يحضرها كل الزعماء العرب ومن 22 دولة، وهذا لم يحصل منذ إنشاء الجامعة العربية في مارس 1945 ، ثم إن القضايا الاقتصادية لا خلاف عليها. وأضاف بن حلي "قرأت في جريدة "الفجر" مقالات تحمل انتقادات لاذعة بشأن الجامعة العربية وكنت سأرد على الصديق سعد بوعقبة الذي انتقد انتقادا لاذعا الجامعة، وأذكره بأن الجامعة العربية كانت أول منظمة تشارك في مراقبة الانتخابات في الجزائر عندما كان الإرهاب في أوج حدته، بفريق متكون من 60 مراقبا، زاروا كل ولايات الجزائر، وقاموا بعمل شهدت له الأممالمتحدة، ولهذا أنا أستغرب التشكيك في دورها بمناسبة مراقبة الانتخابات"، لكن، يقول محدثنا، لا بد أن نشير إلى أن الديمقراطية في المجتمعات العربية ما زالت تحبو وتنمو وليست كما في الدول المتقدمة، والتي قطعت أشواطا ولابد من أخذ هذا في الاعتبار. وعن القمة الاقتصادية، قال نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية "إن هذه أول قمة اقتصادية على مستوى الجامعة منذ تأسيسها، وهي قمة تؤسس فعلا لمرحلة جديدة في العمل العربي المشترك، من خلال مشاريع بين دولها، مثل مشاريع للربط الكهربائي والنقل والتعليم وغير ذلك، وهذه القمة ستغير من أجندة الجامعة العربية التي هي مستنفدة ومستهلكة في إدارة الأزمات السياسية، كما قلت، وبعيدة عن طموحات وهموم ومشاكل المواطن العربي، ثم إن القضايا الاقتصادية لا تفرز خلافات بين الدول العربية، بل تؤكد على مصلحة كل دولة ولهذا ف"المصلحياتي" سيتحكم في مسيرة العمل العربي المشترك، وسيستفيد الكل بسرعات متعددة وبالتدرج من المزايا الاقتصادية داخل التنظيم. وعن نصيب الجزائر من كل هذا قال بن حلي إن الجزائر انضمت مؤخرا إلى المنطقة التجارية العربية الحرة، وهي بإمكانياتها ووزنها ستمنح إضافات جديدة لتسريع تنفيد منطقة التجارة العربية الحرة وتوطئة الأرضية للدخول في الاتحاد العربي الجمركي الذي سينطلق قريبا، ثم الدخول في السوق العربية المشتركة وفق آليات وتواريخ محددة وليست كما كان في السابق. حاورته في الكويت: مبعوثة "الفجر" حدة حزام