عبد الحميد مهري الأمين العام السابق للمؤتمر القومي العربي معن بشور: التداول في كل المؤسسات مفيد لأنه يعني التجديد والتطور مهري: الكرسي الشاغر أفضل من الكرسي الصامت بالجامعة العربية مع قرب انعقاد القمة العربية القادمة في ليبيا تثار دائما قضية تدوير منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية وهي القضية التي أثارت خلافا عربيا حولها وعن آراء المفكرين في تلك القضية، قال علي الكليدار مفكر وسياسي عراقي مقيم بالقاهرة إن المشكلة ليست في الأشخاص... * ولكن المشكلة في ضعف النظام العربي واهترائه، وهو ما ينعكس بالتالي علي ضعف الفرع إذا كان الأصل ضعيفا، فليست هناك مشكلة فيمن يتولى منصب الأمين العام ما دام عربيا ولكن المشكلة في إصلاح النظام العربي الذي أصبح لا يعبر عن إرادة الشعوب، وقال الدكتور عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية السابق "إنني أقترح أن تتمخض القمة القادمة عن اقتراح بتشكيل مجلس للمفكرين العرب يقومون باختيار الأمين العام القادم ومجلس الجامعة، لأن اختيار أمين عام للجامعة من أي نظام عربي سوف يؤدي إلى أن يكون هذا الأمين مواليا لهذا النظام مما يؤدي إلى وجود خلافات". * وقال الدكتور جمال زهران أستاذ العلاقات الدولية ورئيس قسم العلوم السياسية بجامعه قناة السويس إنه مع تدوير منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية وأن لا يكون حكرا على مصر، لأن مصر فرطت في دورها القومي، وإذا كانت بالفعل تطالب بأن يكون منصب الأمين العام مصريا، فعليها تحمل مسؤولياتها القومية، ولكنها للأسف الآن تحاصر الشعب الفلسطيني في غزة وتقف موقف المتفرج على الحرب الاسرائيلية على غزة، فكيف لها أن تطالب بهذا المنصب..!؟ الذي يحب أن لا يكون حكرا عليها. * ويتفق د. حسن نافعه أستاذ العلوم السياسية بجامعه القاهرة والمنسق العام للحملة المصرية من أجل التغيير مع ما قاله د. جمال زهران، إلا أنه أضاف أن المشكلة ليست في اختيار أفراد ولكن الأمر يحتاج إلى إصلاح النظام العربي برمته، وكذلك الجامعة العربية التي هي انعكاس للنظام العربي، ولابد من إصلاح الجامعة حتى تكون قراراتها ملزمة لكل الدول، وأن يتم اتخاذ القرارات بالأغلبية وليس بالإجماع. * وقال د. رفعت سيد أحمد مدير مركز يافا للدراسات والخبير السياسي إنه مع تدوير منصب الأمين العام لجامعه الدول العربية، لأن الأمين الحالي أثبت فشله في الملفات الرئيسية، وعلى سبيل المثال فشل في علاج المشكلة اللبنانية وانحاز إلى سعد الحريري، مما أدى إلى تعقيد المشكلة، ومن ناحية أخرى فمن الناحية القانونية والقومية فإنه من المفترض أن لا يكون هذا المنصب حكرا على مصر لأن الجامعة ليست ملكا لمصر ولكنها ملكا للعرب. * المحلل الجزائري حسني عبيدي * التدوير مطلب شرعي وعلى الدول المغاربية أن تتبناه * قال المحلل الجزائري حسني عبيدي أن تدوير منصب الأمين العام للجامعة العربية "شرعي وقانوني وصحي"، ويمكن أن يعود بالفائدة والفاعلية على الجامعة. * ودعا العبيدي في اتصال هاتفي أجرته معه "الشروق" أمس من جنيف بقية الدول العربية إلى تبني هذا المطلب الجزائري وخاصة الدول المغاربية التي أكد أنها مهمشة في التجمعات الإقليمية والعربية. * وباعتبار أن منصب الأمين العام هو سياسي وإداري، يرى مدير مركز الدراسات والبحوث حول الوطن العربي والمتوسط بجنيف أن الجامعة العربية بحاجة إلى شخصية جديدة لديها الرغبة في الإصلاح والتغيير وقادرة على إضفاء نوع من الديمقراطية على أعمال الجامعة، بالإضافة إلى إعطائها البعد العربي، أي تمثيل كل المواطنين العرب في هذه المؤسسة. * وفي تقييمه لأداء الأمين العام الحالي، قال حسني عبيدي أن عمرو موسى كان أكثر حراكا عندما كان وزيرا لخارجية مصر، والنقطة الأخرى أنه ينتمي إلى الجيل القديم وتربى وترعرع في أوكار هذه الوزارة، وجاء إلى المنصب الحالي وهو مثقل بمتاعبها، وهذا جعله أسيرا للدبلوماسية المصرية وأفقده هامش الحركة والمناورة، وكذلك أفقده النظرة الإستراتيجية في التعاطي مع ملفات الجامعة العربية. * وقال محدثنا أن عمرو موسى كان قد تعهد بالاستقالة في حال لم تتغير الأمور، لكنه بقي في منصبه وربما ستطالب دولة المقر برئاسة مدى الحياة للأمين العام للجامعة العربية. * وعلى صعيد آخر، أكد المحلل الجزائري أنه لا مجال للمقارنة بين منظمة الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية، حيث أن الأولى هي انعكاس للسياسات الخارجية للدول الأعضاء والتي تتبنى التعددية والتداول على السلطة، بينما النظام الإقليمي العربي مشلول ومنغلق سياسيا. * ولم يبد حسني عبيدي تفاؤلا بخصوص القمة العربية التي ستحتضنها سرت الليبية السبت القادم، وقال أنها ستكون قمة إدارية لتسليم الرئاسة من قطر إلى ليبيا. * أكد ضرورة مراجعة الجزائر لخطة عملها * مهري: الكرسي الشاغر أفضل من الكرسي الصامت بالجامعة العربية * أكد عبد الحميد مهري، الأمين العام للمؤتمر القومي العربي ضرورة مراجعة الجزائر لسياستها وعملها ودورها في الجامعة العربية مراجعة جذرية، مشددا على أن الكرسي الشاغر أفضل من الكرسي الصامت بالنسبة للجزائر في الجامعة العربية، خاصة وأن هذا الدور الصامت لا يفيد لا الجزائر ولا القضية الفلسطينية ولا الشعوب العربية. * وقال مهري في تصريح خص به "الشروق" عشية انعقاد الدورة العادية 22 لقمة الجامعة العربية بسرت الليبية يومي 27 و 28 من الشهر الجاري أن "الجزائر لا بد أن تراجع سياستها وعملها في الجامعة العربية مراجعة جذرية، فوجودها ودورها الصامت في الجامعة لا يفيد لا الشعوب العربية ولا القضية الفلسطينية ولا حتى الجزائر"، مضيفا "باختصار، الكرسي الشاغر أفضل من الكرسي الصامت بالنسبة للجزائر في الجامعة العربية". * واعتبر الأمين العام الأسبق للمؤتمر القومي العربي أن تقييم عمل مؤسسات الجامعة العربية ودورها في المنطقة وما قدمته لمختلف القضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية يستدعي فتح نقاش واسع ومستفيض وبإشراك جميع الأطراف الفاعلة، مكتفيا بالقول أن الجزائر مطالبة بمراجعة عملها ودورها تحت قبة الجامعة العربية كأولوية في الوقت الراهن. * ورفض مهري الحديث عن مطلب الجزائر في تدوير منصب الأمانة العامة للجامعة العربية بين الدول الأعضاء في الجامعة قائلا "هذا مطلب قديم للجزائر ولا أرى داعيا للحديث عنه في حال عدم تؤكد طرحه وبشكل رسمي مجددا في القمة العربية المرتقبة بسرت الليبية"، موضحا "مستعد للحديث عن المطلب وأبعاده في حال التأكد من طرحه رسميا في القمة المرتقبة، فلكل حدث حديث"، ومن المنتظر أن يسفر لقاء وزراء الخارجية العرب اليوم بسرت الليبية عن جدول أعمال القمة والفصل في إدراج مطلب تدوير منصب الأمانة العامة للجامعة العربية في أشغال الدورة ال22 للجامعة العربية من عدمه. * * رئيس المركز العربي للتواصل، الدكتور معن بشور، ل"الشروق" * "التداول في كل المؤسسات مفيد لأنه يعني التجديد والتطور" * لن أنسى موقف الجزائر في 2004 عندما رفضت أن يخرج عن قمتها تطبيع مع العدو * * كيف تقيمون أداء جامعة الدول العربية؟ * هو أداء يشكو من أمرين، من غياب الإرادة السياسية العربية لدى المسؤولين العرب عموما بضرورة تطوير مؤسسات العمل العربي المشترك، واتفاقاته ومعاهداته، وغياب الإرادة هنا على المستوى الرسمي نابع من اتساع الفجوة بين الحاكم والمواطن، وابتعاد القرار الرسمي العربي عن تطلعات المواطن العربي، إضافة إلى أن الكثير من حكامنا يخضعون لإملاءات الخارج، لأنهم يعتقدون بأن وجودهم مرهون برضا الخارج عليهم. أما الأمر الثاني فمصدره عدم المتابعة، فهناك آلاف القرارات الصادرة عن القمم العربية تقبع اليوم في أدراج مكاتب الجامعة دون تنفيذ. * ألا تعتقدون بأن خروج جامعة الدول العربية من هذا المأزق يمر حتما عبر دمقرطتها وتدوير أمانتها العامة؟ * تداول المسؤولية في كل المؤسسات مفيد، فهو يعني التجديد والتطوير، ومن الأفضل أن نرى وجوها جديدة على رأس هذه المؤسسات، لكنني أعتقد بأن هذا الأمر يجب أن يتم وفق شرطين: إيجاد معايير دقيقة لمحاسبة المسؤول انطلاقا من نجاحاته وإخفاقاته، وأن يتم ذلك في ظل التفاهم العربي، فيكون التدوير فعلا جزءا من الانفتاح وليس انعكاسا لحال الإنقسام العربي. * كيف تقيمون دور الجزائر في دعم القضايا العربية والمساهمة في تفعيل أداء الجامعة؟ * لست متابعا لدور الدول العربية في هذا الإتجاه، لكنني لن أنسى وقفة الجزائر بمناسبة احتضانها للقمة العربية في 2004، حين تنبأ كثيرون بأن تكون قمة للتطبيع مع الكيان الصهيوني، خصوصا بعد احتلال العراق وهرولة بعض الحكام العرب لكسب رضا واشنطن، يومها جاءت وقفة الجزائر الشهيرة على لسان وزير خارجيتها عبد العزيز بلخادم الذي قال: "لا يمكن أن يخرج عن قمة الجزائر تطبيع مع العدو"، و كان موقفا منسجما مع تاريخ الجزائر الطويل الداعم للقضايا العربية والإسلامية العادلة.