أفادت مصادر أمنية أن الجماعات الإرهابية باتت تعاني عزلة وحصارا حقيقيين خلال الأشهر الأخيرة، وتحديدا على مستوى محور ولايات باتنةوخنشلة وتبسة، نتيجة تكثيف عمليات التمشيط التي تقوم بها قوات الجيش الوطني الشعبي، والتي مكنت من القضاء على 5 إرهابيين بباتنة، و3 آخرين بتبسة، في أقل من شهر، فضلا عن تفكيك شبكات دعم وإسناد، آخرها شبكة بمروانة، وهو ما جعل الجماعات الإرهابية تفضل استهداف الرعاة لنهب قطعانهم بالأساس، على اعتبار أن المؤونة أصبحت لا تصلهم، وهم يعانون الجوع والخوف والمرض• وفي هذا السياق، أوردت ذات المصادر أن مجموعة إرهابية اختطفت شابا يرعى الغنم بجبال بودخان ببلدية ششار بولاية خنشلة، نهاية الأسبوع الجاري، واستحوذت على عدد من رؤوس الأغنام والماعز قبل أن تسوقه وقطيعه صوب وجهة مجهولة• ولم ترد لحد الآن أي معلومات حول مصير المختطف• وغير بعيد عن مكان هذه الواقعة، استهدفت مجموعة إرهابية أخرى بالقرب من منطقة بئر العاتر بتبسة رجلا يرعى ماشيته، وهو ما يبرز أن الجماعات الإرهابية أصبحت تستهدف الرعاة بالجبال النائية، ما يستلزم من الرعاة عدم المغامرة بالذهاب إلى نقاط بعيدة عن التجمعات السكانية وتواجد رجال الحرس البلدي بالأرياف والمشاتي على وجه الخصوص• وفي سياق متصل، علمت "الفجر" من مصادر مطلعة أن الجهات الأمنية بالجهة الغربية لولاية سكيكدة تمكنت، نهاية الأسبوع، من تفكيك خلية دعم وإسناد بمنطقة كركرة الواقعة بإقليم بلدية تمالوس، والتي تنشط على محور كركرة بني زيد، تم فيها توقيف شخصين تتراوح أعمارهم ما بين 28 و31 سنة القاطنين بنفس المنطقة، بعد تحريات موسعة قامت بها مصالح الأمن أفضت إلى كون الموقوفين تستخدمها الجماعات الإرهابية لترصد دوريات مصالح الأمن والجيش والمشاركة في بعض العمليات الإرهابية، وكذا تزويد تلك الجماعات بالمؤونة• وحسب مصادرنا فقد تم تحويلهما على التحقيق لمعرفة شركائهما وبقية أفراد خلية الدعم والإسناد• وفي نفس السياق، تشهد الجهة الغربية بولاية سكيكدة هذه الأيام عمليات تمشيط كبيرة تم فيها اكتشاف العديد من "الكازمات" المملوءة بالمؤونة، كما خصت المنطقة بتعزيزات أمنية مشددة، خاصة مع رواج أخبار عن تحركات مشبوهة لعناصر يحتمل أنها تنتمي إلى الجماعة السلفية للدعوة والقتال التي انضمت كما هو معلوم إلى ما بات يعرف بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي•