حقق ميناء تنس التجاري مدا خيل معتبرة خلال السنة المنصرمة، بفضل نشاط التصدير والاستيراد عبر هذه البوابة البحرية التي تعتبر المنفذ الوحيد للولاية والمرفق الاقتصادي والتجاري الأهم على مستوى المنطقة، رغم تراجع تصدير النفايات الحديدية التي تعتبر أهم نشاط تصديري للميناء عقب الأزمة المالية العالمية التي مست معظم الأنشطة التجارية والاقتصادية في العالم. وحسب مصدر من المؤسسة المينائية بتنس، فإن نشاط هذه المؤسسة الاقتصادية تضاعف لما يقارب النصف مقارنة بسنة 2007(42%) حيث تزايد نشاط البواخر التجارية وتضاعف عددها بهذه البوابة البحرية التي استقبلت ما يصل إلى 195باخرة من مختلف أركان المعمورة محملة بسلع ومنتجات مختلفة تتصدرها المواد الحديدية بما يصل إلى 352 ألف طن، وهو ما يمثل زيادة تقدر ب 37%عن سنة 2007 . كما تأتي المنتجات الفلاحية في المرتبة الثانية من حيث الكميات المستوردة التي تشمل الحبوب بمختلف أنواعها الخشب والذرة والبطاطا، على اعتبار أن فاتورة الغذاء هي أكبر ما تسجله الدولة• وتأتي الأسمدة الكيمياوية في المراتب الأولى للمواد المستوردة لحاجة القطاع الفلاحي لهذه الأسمدة بما يمثل 23 ألف و800 طن دون إغفال المعادن ومواد البناء، لتزايد الطلب على اقتناء مواد البناء اللازمة لمختلف المشاريع السكنية والبنى التحتية الجاري إنجازها بالولاية، حيث سجل ارتفاع استيراد مادة الحديد لوحدها بما يصل إلى 900% ب11 ألف طن• وبالنسبة للنشاط التصديري فقد سجلت المؤسسة في السابق تراجعا في هذا النشاط ، يقدر ب 24%، بسبب منع تصدير النفايات الحديدة وغير الحديدية من طرف وزارة التجارة عبر كافة موانئ الوطن إلى غاية وضع شروط دفتر جديد يحدد المقاييس القانونية والتنظيمية لتصدير هذه المواد، والتي كانت تشكل لوحدها ما يصل إلى 240 ألف طن من مجموع السلع المتداولة والمقدرة 557الف و682 طنا خلال العام، وهو ما يمثل أكثر من 42 %من نشاط الميناء ليعاود الميناء نشاطه في هذا الميدان بعد الترخيص بمعاودة التصدير. إلا أن الأزمة المالية العالمية قد أثرت بشكل كبير على حجم الصادرات لهذه النفايات الحديدة التي انخفضت عن سنة 2007 بما يصل إلى 06% وتعتزم المؤسسة تجديد الرصيف الجنوبي للميناء بعد تحصلها على اعتماد مالي يقدر ب 350 مليون دينار جزائري، لتعزيز قدرات الاستقبال لهذا الميناء التجاري والصيدي في آن واحد، حيث ويندرج هذا الدعم في إطار البرنامج التكميلي لدعم النمو الاقتصادي الذي أقره رئيس الجمهورية. كما يتم حاليا إنشاء رصيف ثان والذي تقارب الأشغال به ال40% من ويأتي في وقت يعاني فيه المشروع من ضغط كبير، خصوصا فيما يتعلق بقوارب الصيد المزدحمة على الرصيف والذي لم يعد يتسع للأعداد الكبيرة منها بعد استفادة الكثير من شباب المنطقة من قوارب صيد تندرج في مشاريع قطاع الصيد البحري في إطار تشغيل الشباب• كما أن لبعض الأنشطة الاقتصادية التي منحت عن طريق الامتياز لبعض المتعاملين الاقتصاديين ويتعلق الأمر بثلاث مشاريع عن طريق الامتياز ، حيث يشمل الأول فتح فرع للشركة الفرنسية العالمية"توتالTotal" لإنتاج الزيوت والشحوم الخاصة بالمحركات، حيث تقيم هذه المؤسسة مخازن إيداع، تخزين وتصدير لهذه المنتجات. كما يوجد مشروعان قيد الإنجاز لمتعاملين اثنين ستمكن في حال اكتمالها من رفع نشاط الميناء إلى 01 مليون طن سنويا في آفاق عام2013• كما تسجل المؤسسة الميناء مشروعا هاما قيد الانجاز، ويتعلق الأمر بشركة إسبانو - جزائرية لتصدير السردين عبر مؤسسة ميناء تنس باتجاه اسبانيا بقيمة 1•2 مليون أورو.. الأمر الذي سيمكن من حفظ وتجميد وتصدير ما يصل إلى 40 طن /شهريا، وسنخصص موضوعا عن هذا المجال قريبا• ويأمل مسؤولو المؤسسة المينائية بالولاية موافقة السلطات المركزية على فتح خط بحري لنقل المسافرين ما بين مدينة تنس والمدن الاسبانية( برشلونة-أليكانت) على اعتبار أن مدينة تنس تعد النقطة الأقرب إلى المدن الاسبانية مقارنة ببقية مدن الوطن الأخرى.