وحسبما استقته "الفجر" من مصادر رسمية من مديرية الصحة بولاية تلمسان، فإن ما يزيد عن 20 ألف شخص يعانون من مختلف الإضطرابات النفسية والعقلية منهم 1600 مصابا بمرض الدهان وعدم التحكم في الأعصاب، بالإضافة إلى 2000 مصاب بأمراض عقلية مزمنة، منهم 1000 حالة خطيرة جدا، وهذا العدد هو على المستوى الوطني، بالرغم من أن هذه المصالح المختصة غالبا ما تتحفظ على الكشف بالرقم الحقيقي للمرضى المصابين عقليا، كما أفادت مصادرنا أن 40 % من المرضى هم من سكان المدن الكبرى والمداشر، حيث يعانون من إرهاقات نفسية تتحول عن طريق الضغط المتواصل إلى انفجار اجتماعي يصعب معه التحكم. وقد أكد أطباء مختصون ممن التقيناهم أن فئة الشباب الأقل من 35 سنة أصبحت أكثر عرضة وفي تزايد مستمر للإصابة بالأمراض العقلية أكثر من وقت مضى، وهي ناتجة أساسا عن الهروب من الواقع الإجتماعي والإرتماء في أحضان المخدرات والمشروبات الكحولية والحبوب المهلوسة التي تخدر ذات المتعاطي لهذه السموم وتؤثر على وظائف العقل فتعمل على تغيير السلوكات التي تكون أكثر ميلا بعد ذلك إلى العنف والإعتدادات المباشرة على الآخرين. وفي هذا الصدد فقد حذر الأخصائيون من خطر تناول بعض المهدئات والفيتامينات التي غالبا ما تؤدي إلى انعكاسات سلبية ومضاعفات خطيرة، حيث تكون في هذه السلبيات من خلال تناول جرعات زائدة دون استشارة الطبيب بحجة التحكم في الأعصاب أوتهدئة أوجاع الرأس. هذا من جهة، ومن جهة أخرى فقد كشفت إحصائيات حديثة من وزارة الصحة أن حوالي مليونين من الأشخاص يعانون من عدم التحكم في النفس، في حين ذهب مختصو العيادات الخاصة إلى إرجاع أسباب ارتفاع الضغط وما يترتب عنه إلى الضغوطات التي يعيشها العمال أثناء تأدية مهامهم، علما أن تلسمان أصبحت ظاهرة الجنون السمة اللافتة للوضع العام فيها، وتكفيك أن تتجول في شوارع المدينة أو في بلدياتها المختلفة لترى الارتفاع الكبير لهذه الظاهرة خصوصا في السنتين الأخيرتين، كما أن المعاملة القاسية سواء داخل العائلات أوفي المصحات الإستفائية للأمراض العقلية، دفع بالكثير من المرضى إلى الهروب واللجوء إلى الشارع ومن ثم التشرد. وقد عبر لنا الكثير من المرضى عصبيا ممن تماثلوا للشفاء لأن درجة مرضهم لم يكن بالغا، أن المعالجة بهذه المصحات الإستشفائية لا تدفع إلى العلاج بل إلى مزيد من التعقيدات المرضية، وهو الدافع الأساسي لهروب المرضى بشتى الوسائل. هذا وتبقى الضغوطات العائلية والإجتماعية المختلفة هي العامل الأساسي في الإصابة بالأمراض العقلية التي باتت تدفع الكثير إلى الإنتحار، التي أصبحت في تلمسان بمعدل 24 حالة في السنة، ما يستدعي العمل من أجل محاصرة الظاهرة وتوفير السبل الناجحة للعلاج•