يستحي الله من هؤلاء يوم القيامة فيُدخلهم الجنة..والسؤال هو: كيف يعامل مسؤولونا هؤلاء؟؟ نراهم في كل مكان.. حتى بمحاذاة مقرات الوزارت، يتجولون معنا.. ولكنهم بمثابة الخطر المتحرك، يأكلون من المزابل.. يمرضون ولا يشتكون.. ويقتلون أيضا، لكنهم لا يدخلون المحاكم.. ولا يحالون على المصحات العقلية.. لأن هذه الأخيرة لم تعد تسع ما يقارب 300 ألف مجنون.. فاحتضنتهم شوارع الجزائر.. * * مجانين يرتكبون جرائم بشعة ولا يحاكمون وأشخاص يستغلونهم لممارسة الجنس والرذيلة * * أزمة دواء حادة للمرضى عقليا ومدمنو المخدرات يستولون على أدوية الجنون * *قصص مثيرة عن أساتذة، أطباء، علماء... دخلوا عالم الجنون * * الشوارع التي تحولت إلى مستشفى كبير للمرضى عقليا.. وحتى الأدوية لم تعد تكفيهم بعد سطو مدمني المخدرات على مسكناتهم.. وأخريات للأسف رغم ألم الجنون تعرضن للإغتصاب.. الشروق تنقل لقرائها كواليس عالم المجانين. * تكشف إحصائيات نقابية غير رسمية عن إحصاء 287 ألف مجنون، رقم سجل نهاية شهر ديسمبر عام 2007، رقم مخيف تضاعف منذ عام 1998، حيث كانت الجزائر تحصي 130 ألف مجنون أغلبهم ضحايا المأساة الوطنية، مسجلين بحالات مختلفة من الجنون، بين الأزمات النفسية الخفيفة، وبين حالات الجنون المتقدمة، هذا العدد المخيف مر أغلبه بالمصحات العقلية، فيما تشير إحصائيات غير رسمية إلى وصول عدد مجانين الجزائر إلى رقم المليون حالة جنون بالنظر إلى تكتم أغلب العائلات الجزائرية، عن مرض أبنائها أو ذويها، وأغلب هذه الحالات توجه مباشرة إلى الشارع، أو تسجن داخل المنازل. * وضعية المجانين في الجزائر تفاقمت في السنوات الأخيرة، وأضحى من الضروري تنقية هؤلاء من الشوارع على اثر زيارة كل مسؤول سامي، حيث تعمل السلطات البلدية على حشرهم في الشاحنات والتوجه بهم مؤقتا إلى المصحات العقلية، قبل أن يفرج عنهم بعد الزيارة التفقدية، هذا وتنتظر ولاية باتنة لوحدها ما يفوق عن 5000 حالة جنون بمختلف مستوياتها، ففي مستشفى الأمراض العقلية بباتنة كشف مديرها عن فحص 5085 شخص عام 2007، فيما تكشف أرقام ولاية ورقلة عن إحصاء 1000 حالة جنون مؤكدة، فيما تحصي ولاية غرداية أكثر من 1700 حالة مرض عقلي، وولاية الجلفة تحصي رقم 1200 مجنون.. وهو ما يؤكد أن أغلب حالات الجنون متجذرة في الجزائر العميقة، من جهة أخرى تحصي النقابة الوطنية للصحة العمومية، تسجيل 50 طلب تحويل من ممرضي الأمراض العقلية، أكثرها يسجل داخل مستشفى فرانز فانون بالبليدة، ومستشفى قسنطينةوباتنة. * بالموازاة مع ارتفاع عدد حالات الجنون، تشهد الجزائر اكتظاظا رهيبا فيما يخص عدد المصحات العقلية عبر الوطن، فأغلبها تم تأسيسها قبل عام 1980، على غرار مستشفى فرانز فانون الذي تسع طاقة استيعابه 2000 سرير، ومع الوقت أضحى يضيق بعدد هؤلاء، بعد تخصيص أجنحة منه إلى الطب البدني، مما جعل الكثير من المصحات العقلية في الوقت الراهن تلجأ إلى تسريح هؤلاء المرضى وتلقي العلاج داخل منازلهم بالنظر إلى ضغط الحالات الشديدة من الجنون. * * أزمة دواء حادة داخل المصحات العقلية * تعاني أغلب هذه المصحات العقلية من تكاليف ارتفاع أسعار المهدئات وأدوية العلاج، حيث أضحت المصحات العقلية تصف مثل هذه الأنواع لعائلات المرضى التي تجد صعوبة كبيرة في اقتنائها لا لارتفاع سعرها، وإنما لندرتها من السوق الجزائرية، إذ عادة ما يتم استيرادها من قبل الصيدليات الكبرى وتكون فيها عائلات المرضى قد قدمت مسبقا طلبا لإستقدام مثل هذه الأدوية، سبب يرجعه البروفيسور في الأمراض العقلية، "بن علي.م" إلى كثرة حالات الجنون الشديدة والتي غالبا ما تحتاج إلى مهدئات أو مسكنات لحالات الهيجان الشديدة، ومع عدم تمكن الأسر من اقتناء هذه الأدوية، يحتضن الشارع الجزائري هؤلاء بما يشكله هذا الأخير من مأزق آخر. * * نساء مجنونات اغتصبن في الشارع * حادثة حولت قبل ستة أشهر إلى مركز الإسعاف الإجتماعي بدالي ابراهيم.. سيدة في الثلاثين من عمرها تعرضت للإغتصاب بالرغم من إصابتها بالجنون، فحملت في أحشائها جنينا لا أب له ولا أم عاقلة، فحولت إلى المركز، إلى غاية ولادتها ومن ثم تحويل الرضيع إلى مركز الطفولة المسعفة، هذا وقد عالجت محكمة ولاية البويرة قضية الإعتداء الجنسي على إحدى المريضات نفسيا من طرف عمها وخالها، حيث كانت الضحية (س.م) تترك في المنزل بمفردها بعد ذهاب والدتها للتسوق، وكان عمها المدعو (م.الخير) رفقة خالها يتفقان على الحضور ومن ثم ممارسة الجنس معها دون دراية منها، إلى أن تفاجأت الوالدة بحمل ابنتها المجنونة من عمها، حيث وقف الجيران كشهود في القضية برؤيتهم باستمرار للجاني يدخل للمنزل. * كما تعرضت السيدة "الزهرة.م" المنحدرة من ولاية المسيلة إلى التحرش الجنسي مرارا قبل أن تنقلها بعض العائلات إلى المصحة العقلية بدريد حسين، حسب رواية الممرضة سعاد. * * 5000 نسمة مرشحة للجنون بباتنة * يقع مركز الأمراض العقلية بالمعذر في بناية ذات طابع فرنسي كولونيالي وسط محيط طبيعي أخضر وخلاب، شيدت هذه البناية عام 1900 كمقر لحاكم بلدية المغدر المختلطة »إيميل ريكو« لتحول بعد الاستقلال إلى مركز لأبناء الشهداء وعام 1975 تأسس مركز الأمراض العقلية في انتظار أن يصبح مستشفى الأمراض العقلية، طاقته الاستيعابية تقدر ب 75 سريرا مقسمة على 50 سريرا للرجال و25 سريرا للنساء. * تشير الإحصائيات الرسمية لخارطة الأمراض النفسية والعصبية والجنونية إلى نمو مطرد في الحالات منذ سنة 2000، ففي هذه السنة تم فحص 3657 شخص دخل منهم 550 فرد إلى المركز، ثم 3570 شخص دخل منهم 545 المصحة العقلية سنة 2001، و3443 مواطن دخل منهم 594، ولم تشذ عن القاعدة سنتي 2003 و2004 التي تم خلالهما فحص 3342 و3145 تم قبول 563 و558 شخص على التوالي، لكن ومنذ سنة 2005 شهدت الإحصائيات نموا مطردا، ففي ذات السنة تم فحص 4029 مواطن قبل منهم 660، ثم 4369 شخص مفحوص سنة 2006 قبل منهم 658 فرد، وحطمت سنة 2007 رقما قياسيا بفحص 5085 شخص قبل منهم 711 فرد، وخلال السداسي الحالي الممتد من 1 جانفي إلى 1 جوان 2008 تم فحص 2850 شخص قبل منهم 308 في ستة أشهر فقط. * * ضباط، أطباء، طلاب جامعيون وفنانون في اللائحة * إذا كان من بين 60 إلى 70٪ من المصابين من مدمني المهلوسات والأقراص التي تباع في الأسواع ب 50دج للحبة الواحدة، ثم ارتفعت إلى 300 دج بعد تشديد الرقابة الأمنية والإدارية على بعض الصيدليات، المؤكد أيضا أن سنوات العنف والإرهاب ساهمت في ارتفاع مؤشر الصدمات المؤدية إلى طريق الجنون، مشاهد الرعب والاغتيالات والدم خلفت مصابين نفسيا وعصبيا، هكذا يتواجد اليوم ضمن القائمة ضباط وأفراد من الأسلاك الأمنية المختلفة، أو حتى مواطنون عاديون شهدوا اغتيالات أو هجمات أو فقدوا أفرادا من ذويهم، وبين النزلاء يتواجد أطباء مصابون أيضا، لكن الأساتذة المعلمين والطلاب الجامعيين هم الفئة الأكثر عرضة وهشاشة، مثل حالة طالب جامعي أصيب بالذهان الحاد على عتبة إعداد مذكرة التخرج بسبب الضغوط المختلفة والصعوبات الاجتماعية وطلاق والده من أمه، وطالب جامعي آخر (18 سنة) متحصل على شهادة البكالوريا بتفوق، لكنه تعرض للجنون بسبب »تصادم القيم« كونه قادم من بيئة محافظة ومتدينة، لكنه اصطدم بواقع آخر بباتنة عندما خالط طلابا "منحرفين" يتعاطون الكيف والمخدرات داخل غرفة الحي الجامعي، وحدث له ما حدث لجوليان سوريل بطل رواية الأحمر والأسود لستاندال. * وبين النزلاء كان ثمة شخص غير عادي تماما، فنان عبقري ورسام مشهور، وجد نفسه بسبب مشاكل عائلية حادة وخانقة بين فكي داء يتفنن في اصطياد »العباقرة« رغم حالته فإنه لايزال يرسم داخل المصحة باحترافية كبيرة رسومات تكشف انفعالاته النفسية، بعضها يعبر عن اضطرابات داخلية مثل »الوجه المتوحش« و»الرجل المكبلة بسلسلة حديدية«، فيما يعبر البعض عن حالات صفاء ذهني وراحة نفسية مثل "الشمعة المضيئة". * * "مجانين" يبدعون شعرا ورسما وخياطة.. وغزل ومعاكسات بين المجانين * خلال تجوالنا ومصادفتنا للنزلاء، بعضهم كان يطل علينا من النوافذ المجاورة، وعلى طول الجدار العازل بين جناح النساء والرجال، أحدهم قال لنا »أحيانا تحدث مغازلات بين المجانين والمجنونات«، وفي أقصى رواق الذكور تقع قاعة العلاج عن طريق العمل داخل »الكافتريا« المجهزة بتلفاز، وفوق الرفوف عثرنا على أشغال يدوية غاية في الإتقان أنجزها أشخاص يفترض أنهم مجانين، لكنها تنطق بعبقرية، مثل مجسم مصنوع بطريقة هندسية يكاد يحاكي المركز، النساء صنعن سترات من الصوف المنسوج ومناديل زينة مزينة بالورود، ونماذج مصغرة للقفف الحاملة لزينة العروس، وتوقفنا طويلا عند قصيدة نثرية كتبت بفرنسية راقية تقول مقاطعها »مع أنه كان سلطانا قويا وأن الحياة جعلت منه عبدا لها، كان قلبها له، لكن ومنذ أن رحلت لم يعد هو«، حسب أحد الأطباء، فإن قاعة العمل هي جزء من العلاج لامتصاص الفراغ القاتل وتفريغ بعض الهواجس في أعمال أدبية أو فنية تقاوم الضجر والقلق والاكتئاب المزمن!! * * جثث المجانين المجهولين تمكث 45 يوما في المشرحة * يتحسر الجميع على وضعية »الحالات الاجتماعية« وهي فئة متواجدة بالمركز نتيجة تخلي أهاليهم عنهم تماما، ويعاني هؤلاء من وضعيات معقدة في حياتهم كما في مماتهم، المثال الأوضح لذلك هو قصة امرأة بكماء (مجهولة النسب) دخلت المركز سنة 1982، لكن وبمجرد وفاتها أثيرت حولها زوبعة كبيرة بحكم أنها مجهولة النسب، ومن حسن حظها أنها لم تمكث بمشرحة المستشفى 45 يوما مثلما تنص عليه القوانين بعد ما تأكدت السلطات من حقيقة ملفها وأقيمت لها جنازة كبيرة وحظيت بدرس ألقاه الشيخ »علاوة« إمام مسجد التوبة، بخلاف ذلك فإن بعض »الحالات الاجتماعية« تضطر للبقاء 45 يوما كاملا داخل مشرحة المستشفى لعدم تقدم أهاليهم إليهم، هناك عائلات تتخلى عن »مجانينها« في الحياة والممات أيضا، بأسف شديد علق مدير المركز »لدينا 9 حالات اجتماعية المطلوب تعاون الجميع، خاصة الأولياء للتكفل بذويهم في ظروف إنسانية وعائلية. كما أنه من الواجب إيجاد صيغ تعاون وتنسيق مع الهيئات الاجتماعية، لأن تواجد هؤلاء بالمركز مع أن وضعهم مستقر صحيا يحرم العديد من المرضى الذي يستحقون التكفل الجدي«. * تركنا المصحة على صيحة أحد المجانين.. وهو يقول "لماذا جئتم بي إلى هذا المكان، لقد كان الصغار يطاردونني، فلماذا الكبار يضحكون علي".. فمن هم المجانين في هذه الجزائر؟ * * مجانين بومرداس يبحثون في الشوارع عن مستشفى يأوي جنونهم * ما يقارب 70 بالمائة من مجانين ولاية بومرداس يقطنون خارج الولاية، حسب مصادر غير رسمية، عبء هذا الرقم أدى إلى عدم وجود إحصائيات دقيقة عن عددهم في الولاية، إلا أن مصادر صحية تحصي نسبة زيادة فاقت 15 بالمائة، وهي نسبة مرتفعة مقارنة بإمكانيات الولاية للتكفل بهذه الفئة، فالعرف المعمول به أن عملية التكفل بالمجانين تتم حسب الإقليم الموجودين به فعلا. لكن وبالعودة إلى الإمكانيات المادية لولاية بومرداس نجدها شبه عاجزة عن التكفل بهذه الفئة، فهي لا تملك حتى مركزا صحيا خاصا بالمجانين، وفي محالة لتدارك هذا العجز يتم إرسالهم إلى المركز المتخصص بسيدي عيسى الموجود على مستوى ولاية تيزي وزو أو إلى العاصمة. * * المستشفى امتلأ بالمجانين والأطباء يداوون مرضاهم في منازلهم في تيزي وزو * يتوفر القطاع الصحي لولاية تيزي وزو على مؤسسة استشفائية متخصصة في الطب العقلي على مستوى هضبة واد عيسي على بعد حوالي 4 كلم شرق مدينة تيزي وزو وبجوار الطريق الوطني رقم 12 الرابط بين مدينة تيزي وزو وعزازڤة، هذه المؤسسة تتكفل باستقبال و معالجة المرضى القادمين من أربع ولايات (تيزي وزو، بويرة، بومرداس وبجاية )، وبين العدد الكلي لسكان هذه الولايات الأربع الذي يتعدى تقريبا 4 ملايين نسمة أكد لنا مدير المستشفى أن هذا الأخير يستقبل في العام حوالي 0.5 % منهم للمعالجة على مستوى المستشفى من مختلف الأمراض العصبية، ولكون أن المستشفى لا يتوفر إلا على مجموع 330 سرير، جدير بالذكر أن عدد الأطباء يقدر ب 15 طبيبا. * * المجانين يجتاحون حتى الشواطئ للاصطياف وطبيبان ل 660 مجنون بتيبازة * أحصت مصالح مديرية النشاط الاجتماعي بتيبازة ما يفوق 660 مصاب بمرض عقلي يتم التكفل بهم من طرف عائلاتهم ويملكون بطاقات الإعاقة الذهنية، في حين أفادت مصادر غير رسمية وجود ما يناهز 200 مصاب أو ما يصطلح تسميتهم بالمجانين مشردين عبر مختلف مدن الولاية بعضهم غادر المصحات المتخصصة والبعض الآخر قدم من ولايات أخرى. وفي ظل انعدام مستشفى لهذه الفئة بولاية تيبازة التي لا تتوفر إلا على أربعة أطباء متخصصين في الأمراض العقلية اثنان منهم خواص، فإن التكفل بالمرضى يتم على مستوى مستشفى فرانتس فانون بالبليدة وهذا بعد قيام السلطات المعنية بالإجراءات اللازمة لذلك. * * مجانين تيارت.. حولوا الشوارع إلى مستشفى كبير * تعرف مدينة تيارت كثيرا من المجانين، أغلبهم من خارجها، منهم من يأتي من بعض بلديات الولاية والآخرون من ولايات مجاورة، فمستشفى الأمراض العقلية بتيارت يستقبل العشرات من عدة ولايات على اعتباره مستشفى جهويا. هؤلاء المجانين عادة ما يفلتون من أوليائهم بعد أن يأتون بهم للفحص الطبي، حسب ما يقرره الأطباء من مواعيد، فيبقون في تيارت يهيمون على هواهم، فيصبحون جزءا من شخصيات المدينة، أو من هؤلاء المجانين المحليين الذين يفضلون التيه على البقاء في بيوتهم. وحسب بعض الأطباء، فإن مستشفى الأمراض العقلية لا يمكنه أن يمسك كل المرضى، فهناك حالات قليلة دائمة التواجد بالمستشفى، تقضي كل عمرها هناك، والباقي تمكث للعلاج ثم تتابعه في البيت العائلي، فمنهم من يتعافى ويعود إلى طبيعته والبعض الآخر يستمر في حالته غير الطبيعية، إما بسبب إهمال الأسرة لأوقات دوائه أو بضغط المجتمع الذي لا يرحم. * * 1252 مجنون يسيطرون على ولاية الجلفة * تؤكد مصادر غير رسمية ل "الشروق اليومي" بأن ولاية الجلفة تتربع على خارطة مجنونة يحدها من كل الجهات ما يقارب 1252 مختل عقلي بدرجات جنون متفاوتة يجوبون الولاية بكل حرية ويعيثون في مدنها ترهيبا للمارة وللنساء والأطفال الصغار. والغريب أن خارطة انتشار المجانين محددة بوسط المدينة الذي تحول إلى فضاء مفتوح ومكان مفضل لهم أمام الجهات الرسمية والمسؤولة التي يبدو أن لها انشغالات أخرى غير التكفل بهذه الفئة. وتفيد مصادر أخرى بأن عدد المجانين قبل 04 سنوات كان لا يتجاوز 500 مجنون ليتضاعف مرتين خلال الفترة الأخيرة. * * النساء يشكلن ربع رقم المجانين في وهران * يبلغ عدد مرضى المؤسسة الاستشفائية للأمراض العقلية الكائنة بحي سيدي الشحمي بولاية وهران، 309 مريض يعانون من اضطرابات عقلية، فيما تشكل حصة النساء من المرضى عقليا حسب مدير المؤسسة الاستشفيائية ربع هذا العدد. وحسب مدير المستشفى المذكور، فإن هؤلاء المرضى يتم استقبالهم بأمر من الجهات القضائية، الإدارة وأحيانا من قبل أهاليهم، ويتلقون فحوصات طبية ويتناولون الأدوية كسائر المرضى، مع العلم أن هذه المصحة باتت تستقبل من 20 إلى 45 مريضا شهريا. * * عدد المختلين عقليا يتجاوز 1700 حالة بغرداية * تحصي ولاية غرداية 1700 مختل عقليا صنف معظمهم في خانة المجانين. إحصائيات استقيناها من مصالح مديرية النشاط الاجتماعيDAS بالولاية وأكدتها التقارير الخاصة بالمرضى عقليا للثلاثي الأخير من سنة 2007. هي أرقام اعتبرها العارفون بخفايا هذا الموضوع مهولة ولا تمت البتة بالدور المنوط بالدولة الجزائرية في التكفل بهاته الفئة التي أضحت عبئا على المجتمع وتقطعت بها السبل بعد أن فقدت أسمى نعمة يمتلكها المرء ألا و هي نعمة العقل. أصبحت ولاية غرداية في السنوات الأخيرة تشهد تضاعفا مقلقا في عدد المختلين عقليا أين تنامى العدد من 780 حالة سجلت قبل 5 سنوات إلى ما يقارب 1700 حالة مؤكدة. * * وطبيب واحد في المسيلة لأربع مستشفيات * وفي ولاية المسيلة يحصي تقرير رسمي تحصلت "الشروق اليومي" على نسخة منه قامت بإعداده لجنة الصحة والسياحة والبيئة بالمجلس الشعبي الولائي بالمسيلة، طبيبين فقط عبر أربع مستشفيات بالولاية، حيث يتواجد طبيب واحد عبر المصحة الاستشفائية في سيدي عيسى. وبالرغم من استفادة الولاية مؤخرا من 120 سرير، حيث بلغت نسبة الإنجاز منه 15 بالمائة، تبقى هذه الإنجازات غير كافية لاحتواء أزمة المجانين المنتشرين في الشوارع. * * 1000 مجنون في ورقلة * كشف طبيب أخصائي في الأمراض العقلية إحصاء 1000 حالة مرضية في السنة عبر الولاية. وتشير الأرقام المسجلة -حسب مصادر طبية مؤكدة- أن مصلحة الأمراض العقلية التابعة للمؤسسة الاستشفائية محمد بوضياف والتي تتسع ل 60 سريرا فقط يوجد بها 40 شخصا مصابا بمرض عقلي منهم 30رجلا و10 نساء تعتبر حالاتهم متفاوتة الإصابة ويتم إخضاعهم للعلاج التدريجي بواسطة أدوية مركزه إذ يشرف عليها 03 أطباء في اختصاص الأمراض العقلية و02 تخصص علم النفس وطبيبان عامان، كما يجرى إنجاز مستشفى خاص بهذا المرض بمنطقة الحدب يتسع ل 120سرير من المنتظر تسلمه لاحقا. * * 120 مصاب على الأقل عبر شوارع عين الدفلى * أكدت مصادر صحية مطلعة أنه تم نقل 21 شخصا مصابا بأمراض عقلية من شوارع عين الدفلى إلى مستشفى فرانز فانون بالبليدة، ما لا يميز ولاية عين الدفلى عن باقي الولايات تفاقم ظاهرة المجانين التي تكون المخدرات والأقراص المهلوسة سببا فيها، حيث سجلت في السنوات الأخيرة من السنة الجارية 58 قضية في هذا المجال.