كشف البروفسور محمد تيجزة رئيس مصلحة الأمراض العقلية لمصلحة دريد حسين، في لقاء مع الشروق اليومي، أن مصلحته تستقبل سنويا ما يزيد عن 20 ألف شخص يعانون من مختلف الاضطرابات والأمراض النفسية منهم 1600 إصابة بمرض الدّهان( عدم التحكم في النفس) بالإضافة الى2000 مصاب بالأمراض العقلية منهم ألف حالة خطيرة جدّا. وعن أهم العوامل المؤدية للإصابة بالأمراض العقلية أكد المتحدث أن الضغوط الاجتماعية التي يعيشها الجزائريون من انتشار البطالة وغلاء المعيشة وقلة الدخل وانعدام السكن، بالإضافة إلى قلة أماكن الترويح والترفيه كلها عوامل قد تسبب أزمات نفسية تبدأ على شكل أعراض بسيطة كالقلق والاكتئاب ثم تتحول إلى حالات جنونية يستحيل علاجها، حيث يعاني 40 بالمائة من سكان المدن من إرهاقات نفسية قد تتحول عن طريق الضغط إلى انفجار اجتماعي يصعب التحكم فيه. وأكد البروفسور محمد تيجيزة أن فئة الشباب الأقل من 35 سنة أصبحت معرضة أكثر من أي وقت مضى للإصابة بالأمراض العقلية الناتجة عن الهروب من الواقع الاجتماعي والارتماء في ويلات المخدرات والكحول والحبوب المهلوسة التي تؤدي عن طريق التخدير الى خلل في وظائف العقل وتغير في السلوك، حيث حذّر من أنّ تناول بعض الفيتامينات والمهدئات بجرعات متزايدة دون استشارة الطبيب قد تتحول مع مرور الوقت إلى موادّ مخدرة يصعب الامتناع عنها، مبيّنا أن حوالي مليونين ونصف من الرجال في الجزائر يعانون من عدم التحكم في النفس. وفي السياق نفسه أوضحت السيدة فريدة بوديا إيلاس مديرة المعهد الوطني للوقاية من المخاطر المهنية، أن الضغوط التي يعيشها العمّال أثناء تأدية مهامّهم سبّبت لهم إرهاقا نفسيا تطور مع مرور الوقت إلى حالات قلق شديدة أدت بدورها إلى تصرفات غير مراقبة أشبه بمرض الدهان , مشيرة إلى أنّ عرقلة حركة المرور التي تؤخر الموظف عن الالتحاق بعمله تُعدّ رافدا آخر من روافد الاضطرابات النفسية للعمال. وحسبها فإن ميدان الشغل في الجزائر عرف تطورا ملحوظا , إلا أنه سبب الكثير من الضغط للعمال متعلقة بالدرجة الأولى بساعات العمل ومحيطه وأحيانا بانخفاض الدخل إلى جانب غياب المكافآت والحوافز وكذا تهميش النشاط الاجتماعي والخلاف مع المسؤولين. كما كشفت ذات المتحدثة أن واحدا من ثلاثة عمال يعانون من المشاكل النفسية, مطالبة بتخفيف المسؤولية عن بعض الموظفين و منح فرص الراحة وتقسيم العمل ،ناصحة جميع العمال بزيارة مصالح الأمراض النفسية مرة في السنة. وتجدر الإشارة إلى أن وزارة الصحة خصصت 6.6 مليار دينار لإنعاش الصحة العقلية خلال فترة 2007-2009 وتنوي تكوين 120 طبيب مختص في الأمراض العقلية , وأحصت ما يقارب 30 ألف مصاب بالأمراض العقلية في الجزائر. بلقاسم حوّام