- الأعيان يتبرؤون من الأحداث وينفون بعدها الطائفي تجددت، أمس، أعمال العنف والمواجهات بأحياء بريان بولاية غرداية وأخذت طابعا دمويا بعد تسجيل سقوط قتيل ثان، المدعو كروشي عمار، 47 سنة، في ظرف أقل من 24 ساعة بعد وفاة الشاب، بشير بن زايت، حيث تعيش بريان، حسب مصدر أمني، غليانا لم يشهد له مثيل منذ بداية العنف وقد وصل الأمر بالمتظاهرين إلى حد محاولة الدخول إلى مقر الدائرة، بينما كان الوالي يعقد اجتماعا، وهي الأوضاع الذي وصفها وزير الدولة وزير الداخلية أمس أنها أحداث تقف وراءها مافيا الأحياء، وأكد أن مصالحه تعمل على تشديد تعزيزاتها الأمنية للتحكم في الوضع• عادت، أمس، ومنذ الساعات الأولى لغة العنف والاحتجاجات إلى دائرة بريان بولاية غرداية، حيث تجددت المواجهات بين جموع الشباب في حدود السادسة صباحا، أين تم استعمال المولوتوف والرشق بالحجارة، بالإضافة إلى حرق العديد من المتاجر والمنازل، خاصة بحي بابا السعد ومركز المدينة وتسببت عودة أعمال العنف التي لم تهدأ إلا لساعات قليلة من ليلة الجمعة إلى السبت، في دخول المنطقة في عزلة تامة بانقطاع النقل وتوقف مظاهر الحياة الاقتصادية والاجتماعية، كما قررت السلطات المعنية غلق محطة البنزين الوحيدة في المدينة كإجراء أمني وقائي ولم تعد المياه إلى مجاريها حسب مصدر "الفجر" رغم تسجيل قتيل ثان في ظرف أقل من 24 ساعة، ويتعلق الأمر بالمدعو، كروشي عمار، 47 سنة، الذي لفظ أنفاسه الأخيرة بمستشفى المدينة متأثرا بجروح خطيرة تعرض لها من طرف مجهولين بحي بابا السعد• كما تم تصعيد المواجهات في حدود الساعة الثانية ونصف زوالا، حيث حاول المئات من المتظاهرين، حسب ذات المصدر، الدخول إلى مقر الدائرة الجديدة، حيث كان الوالي يعقد اجتماعا لبحث الأوضاع، مطالبين برحيل رئيس الدائرة الحالي، الذي عجز عن إيجاد حل نهائي لهذا المشكل الذي يؤرق سكان بريان منذ احتفاليات المولد النبوي الأخير• وتتخوف السلطات المحلية والأعيان من انتقال عدوى المواجهات إلى بلديات ومناطق أخرى من ولاية غرداية، خاصة تلك المختلطة بين السكان الإباضيين والمالكيين• فيما تحدثت مصادر أخرى عن لجوء مصالح الأمن الى اعتقال العشرات من الشباب في محاولة منها للتحكم في الوضع• وكان مشكل بريان قد عاد إلى السطح ليلة أمس الأول عقب صلاة الجمعة وأسفر عن مقتل الشاب بشير بن زايت، 17 سنة وتسجيل أكثر من 30 جريحا بعد أن حاولت بعض الأطراف المغرضة في وقت سابق إشعال فتيل فتنة بريان عشية الزيارة الأخيرة لرئيس الجمهورية لولاية غرداية• من جهة أخرى، أفاد وزير الدولة وزير الداخلية والجماعات المحلية، نور الدين يزيد زرهوني، أمس، في تصريح على هامش مراسيم اختتام فعاليات الدورة الخريفية للمجلس الشعبي الوطني، بأن وراء الأحداث مافيا أحياء بريان وهي قناعة عبر عنها أيضا عقلاء بريان، حسب تصريحاتهم ل "الفجر"، والذين أكدوا أن شبابا يحاولون إثارة الفتنة وإعطاءها صبغة طائفية بين الإباضيين والمالكيين، رغم أن هذه المزاعم لا أساس لها وسط مجموع السكان وأن الطرفين يعيشان في تكامل• وفي سياق متصل، دعا مكتب جبهة القوى الاشتراكية بولاية غرداية، في بيان له تلقت "الفجر " نسخة منه، إلى فتح تحقيق لمعرفة مايجري ورفع دعاوى قضائية ضد المتسببين في الأحداث، التي وصفها بالمجزرة، متسائلا عن حدوث هذا العنف في الوقت الراهن وهذه المنطقة بالتحديد•