تجددت المواجهات أمس بين سكان مدينة بريان بولاية غرداية وخلفت مقتل شيخ تلقى ضربات على مستوى الرأس باستخدام السلاح الأبيض إلى جانب جرح العشرات، كما أدت المواجهات إلى حرق عشرات المنازل وتخريب عدد من المحلات والسيارات، وقد تحولت بريان إلى مدينة سيطرت عليها عصابات ملثمة أحكمت قبضتها على مداخل ومخارج المدينة وحولتها إلي خراب وتمكنت من تظليل مصالح الأمن والدرك التي عجزت في إنهاء المواجهات في أزقة بريان. لم يستجب سكان مدينة بريان لنداء السلطات المحلية ولا حتى أعيان ولاية غرداية من أجل ضبط النفس والتحلي بروح المسؤولية بعد وفاة شاب يوم الجمعة على يد شرطي أطلق رصاصات تحذيرية لتخويف المتظاهرين في مدينة بريان لكن الأمور سارت عكس ذلك حيث أشارت مصادر من عين المكان ل "صوت الأحرار" إلى أن المواجهات تجددت صباح أمس بعد قيام مجموعة من الشباب بإحراق المنازل والمحلات التجارية وسط حالة من الذعر والهلع التي أصابت السكان. وأمام هذا الوضع تعذر تدخل فرق من الدرك الوطني ومصالح الأمن الوطني وسط الأحياء التي تشهد مواجهات بين شباب من أصول عربية وآخرون من سكان ميزاب المنتمون للمذهب الإباضي مما دفع بعض العائلات إلي حمل أمتعتها والتوجه إلي الولايات المجاورة بحثا عن الأمان، كما أن المواجهات امتدت إلى المدارس بحسب ما أورده شهود عيان بالمدينة. وقد تلقت جبهة القوى الاشتراكية فيدرالية ولاية غرداية بأسف شديد وحزن كبير أخبار عن تجدد أحداث العنف والمواجهات العنيفة للمرة الثالثة في بلدية بريان في ظرف حوالي شهر بعد قيام مجموعة من الشباب الملثمين بهجوم جماعي مباغت، في بعض الأحياء باقتحام حرمات منازل آهلة بالسكان ونهبوا محتوياتها وحرقوها بعد التعدي والطرد لأصحابها، مما أدى إلى سقوط الكثير من الجرحى بعضهم في حالة خطيرة بين مهاجمين ومدافعين عن منازلهم، انتهت بمقتل الشاب "صايفية مروان" برصاص شرطي. وتساءلت فيدرالية الأفافاس بولاية غرداية في بيان لها تلقت "صوت الأحرار" نسخة منه، كيف أنه "في بلدة صغيرة كبريان تعيش في اضطرابات وشبه حرب أهلية منذ حوالي شهر تبقى بدون خطة أمنية جدية واضحة، تتعامل مع معطيات الميدان دون الأخذ بعين الاعتبار للأجواء المشحونة خاصة بعد سقوط ضحية رميا بالرصاص في الأيام الأولى للأحداث، ومتابعات قضائية متكررة لموقوفين في نفس الأحداث" يضيف بيان الأفافاس. ودعا فخار كمال الدين الناطق باسم الأفافاس بغرداية إلى وضع خطة أمنية محكمة وواضحة ومتواصلة في مدين بريان من أجل وضع حد لتعفين الأوضاع وزرع الأحقاد وتكريس الفرقة. وفي سياق متصل دعت حركة النهضة إلي السلطات العليا للبلاد إلى المعالجة السريعة والحكيمة للأحداث والاضطرابات التي تندلع كل مرة في مناطق مختلفة من الوطن مع إشراك المواطنين الفاعلين وذوي المصداقية، كما حذرت حركة النهضة في بيان تلقت "صوت الأحرار" نسخة منه من مغبة الفتنة الطائفية التي تحاول بعض الأطراف المندسة التي تشعل نارها لضرب أمن واستقرار الجزائر، وتأسف بيان النهضة للخسائر والأرواح والممتلكات التي طالت بلدية بريان بولاية غرداية ودعت الحركة المواطنين إلي ضبط النفس ومعالجة الوضع مع السلطات المحلية بروح المسؤولية. إلى ذلك علمت ً"صوت الأحرار" بأن عددا من الأحزاب قد أوفدت ممثلين عنها إلى المنطقة لمتابعة الوضع عن كثب، بينما فضلت أحزاب أخرى تكليف منتخبيها بإعداد تقارير مفصلة حول ما يجري في مدينة بريان. وقد اختلفت روايات بعض من تحدثنا إليهم أمس هاتفيا بخصوص سبب عودة المواجهات في مدينة بريان فيقول البعض أنه راجع إلي مقتل الشاب "مروان" من قبل عون الشرطة في حين تذهب روايات أخرى إلى أن حرق حافلة كانت متوقفة في المدخل الشمالي لمدينة بريان وتحديدا على الطريق الوطني رقم 01 في حدود الساعة الثانية ليلا كان وراء عودة المواجهات بعد ما تأكد بأن الحافلة التهبت فيها النيران بفعل متعمد مما أعطى الانطباع بحي المداغ بأن المواجهات قد عادت إلي بريان لتتحول المدينة بسرعة البرق إلي خراب. بينما يتهم آخرون جهات أجنبية بالوقوف وراء عدم استقرار منطقة وادي ميزاب بعدما عجزت ذات الجهات تقسيم الجزائر انطلاقا من منطقة القبائل.