السكان: "لا طائفية ولا عرقية•• والإشاعات تحاول زعزعة الإستقرار" تعيش مدينة بريان وضعا مأساويا، إذ تبدو منذ الوهلة الأولى لزائرها أنها مدينة خرجت لتوها من حرب دامية، بسبب مشاهد التعزيزات الأمنية المتواجدة بأحيائها، وبقايا الحطام والنيران في كل زاوية منها، مع غياب شبه كلي لمظاهر الحياة• ورغم الأحداث الدامية إلا أن الكل لا يفهم سبب ما يجري، وإن كانوا يؤكدون أنه لا وجود لطائفية أو تعصب عرقي أو مذهبي بالمدينة، التي تعايش سكانها في أخوة على مدار 14 قرن خلت• استيقظت مدينة بريان، أمس، على ديكور أسود حزين، رسمه غياب شبه كلي لمظاهر الحياة الاجتماعية والاقتصادية نتيجة موجة العنف التي اجتاحتها منذ بداية الأسبوع الأخير، مسجلة حوالي 100 جريح وقتيلين، يضافان إلى 3 قتلى آخرين لقوا حتفهم في نفس المكان في مواجهات سابقة، فضلا عن اضطرار غالبية التجار إلى غلق محلاتهم خوفا من أن يكون مصيرها الحرق أو التخريب، بعدما طال العنف العشرات من المحلات على مدار الأسبوع• وما زاد الطين بلة هو تلك الصعوبات التي يواجهها السكان في الحصول على المؤونة الغذائية بسبب توقف وسائل النقل وغلق محطة البنزين الوحيدة، كإجراءات أمنية وقائية، تقابلها مشاهد الخراب والدمار وبقايا النيران في زوايا أحيائها، لا سيما حي باب السعد، وحي السوق، وإن كانت هذه الأجواء لم تحرم المدينة كعادتها من رسم صور التضامن والإخاء بعيدا عن الاختلاف المذهبي• المدارس باختلاف مستوياتها الدراسية هي الأخرى مغلقة في وجه التلاميذ منذ الخميس الفارط، حسب تصريحات التلاميذ ل"الفجر"، ما ينذر بموسم دراسي متذبذب شأنه في ذلك شأن الموسم الدراسي المنصرم، بالإضافة إلى أن الكثير من هذه المؤسسات استعملت كإقامات لمصالح الأمن والدرك الوطني المعززة من ولايات مجاورة، كما امتنع الكثير من الأولياء إرسال أبنائهم إلى مقاعد الدراسة في هذه الظروف غير الآمنة حسب تصريحاتهم ل"الفجر"، وقد سجلت العديد من الحالات النفسية غير العادية في صفوف الأطفال جراء مشاهد العنف والدمار• طيش الشباب صنع ما لا تحمد عقباه رغم أن الأحداث الدامية التي تعيشها بريان للمرة الخامسة على التوالي، إلا أن كل سكانها سواء من الإباضيين أو المالكيين يجهلون سبب تحرك الشارع بعنف كبير بين الفينة والأخرى، وإن كان عدد كبير من عقلاء المدينة أقروا ل"الفجر" بأن ما يحدث طيش شباب من الطائفتين، كل منهما يحاول الانتقام من الآخر• وفي نفس السياق ينفي كل من اقتربت منه "الفجر" أن تكون المأساة ذات بعد طائفي، بدليل تصاهر الكثير من العائلات فيما بينها، بالإضافة إلى لجوء الكثير من رجال الأعمال الإباضيين إلى توظيف المالكيين والعكس صحيح، كما أن مدارس قرآنية للمالكيين يدرس بها صغار الإباضيين والعكس ، متسائلين "أين الطائفية وأين العرقية وقد عشنا في سلام على مدار 14 قرنا من الزمن؟!"• من جهة أخرى، تفعل الدعاية والإشاعات المغرضة فعلتها في بريان، مما يتسبب في حالة نفور قصوى، خاصة بالأحياء المختلطة، وهي ادعاءات وإشاعات يجهل مصالح الأمن مصدرها، كما يطالب كل السكان بضرورة عودة الأمن واستتبابه وفتح تحقيق لمعرفة ما يجري• مبعوث "الفجر" إلى بريان: رشيد حمادو