يعكف أحد أقدم إطارات الأمن في مكافحة الإرهاب على وضع آخر الروتوشات لإصدار مذكرات تتضمن حقائق مثيرة، لاسيما تلك المرتبطة بالمملكة المغربية، وتأخر مصالحها الأمنية في تسليم قياديين من "الفيس" المحل وجناحه العسكري في التسعينيات المحتمين في قصورها• وقالت مصادرنا إنه مما جاء في ذات المذكرات أن نظام المخزن المغربي رد على مصالح الأمن الجزائرية بشأن العناصر الخطيرة التي تسللت إلى المغرب، بأنه لا يعلم بمكان تواجدهم، وبعدها قدمت الجزائر أماكن اختفائهم بالتدقيق ومحاور تحركاتهم• وبعد مرور 18 سنة من بداية الأزمة الأمنية في الجزائر، عقب توقيف المسار الانتخابي، بدأت أخيرا تظهر للعلن معلومات تكشف حقيقة من كانوا يقفون وراء زعزعة استقرار الجزائر، ومن كانوا في الخارج، بأيد جزائرية، من ذلك ملف الأسلحة التي كانت تصل بعض متشددي "الفيس" المحل الذين اختاروا العمل المسلح والتحقوا بالجبال أو فروا إلى الخارج، ومن هؤلاء من حجزت لدى بعضهم أسلحة من نوع "عوزي" الإسرائيلية الصنع، عثر على عدد منها سنة 1994 لدى أحد قادة الفيس في بيته بعد أن فر هاربا إلى المغرب• وتحفظت الجهات، التي كشفت ل"الفجر" هذه المعلومة، عن إعطاء حيثيات وتفاصيل دقيقة، مكتفية بالتأكيد على أن إسرائيل دعمت وأشعلت نار الفتنة بين الجزائريين، وهذا ما يؤكد خطابات السلطات العمومية خلال تلك المرحلة عن "وجود أيد أجنبية وراء فتنة الدم في الجزائر"• ومن بين أهم الحوادث، التي كشفت عن خيوط "المؤامرة" بتدبير إسرائيلي، هو العثور على مسدس رشاش "عوزي" الإسرائيلي الصنع الذي يشبه مسدسات سكوربيون، الرشاش التشيكوسلوفاكي الصنع• وإن كان مسار وصول هذه الأسلحة الإسرائيلية إلى أيدي عناصر "الفيس" المتشددين لا يزال في خانة "سري للغاية"، إلا أن هؤلاء الذين اختاروا المعارضة المسلحة وأسسوا لحقبة الإرهاب في الجزائر لم يترددوا في استعمال أسلحة من صنع إسرائيلي• وستكشف "الفجر" حقائق أخرى كانت بعيدة عن مساعي الجزائريين الذين لم يتفطن الموالون منهم للعمل الإرهابي أن أعداء الجزائر أذكوا الفتنة وأشعلوا نارها، وهذا ثمن مواقف الجزائر الرسمي من الكيان الصهيوني• وكان خبير عسكري إسرائيلي كتب قبل العدوان الأخير على غزة، عما كان يفعله الموساد الإسرائيلي لإثارة الفتنة في الجزائر، واعترف الخبير العسكري في كتاباته الصحفية أن المخابرات الإسرائيلية عملت المستحيل من إشعال نار الفتنة في الجزائر في التسعينيات، مؤكدا أن الجزائر من أشد أعداء إسرائيل، وقد يأتي الخطر على أمن الكيان الصهيوني منها، مضيفا أن اتصالات تمت بين إسرائيل وعدة دول أوروبية "من أجل وضع الجزائر تحت أعينها حتى لا تأتيها الضربة من البحر"، مثلما قال العسكري ذاته في مقالاته•